تتزايد وتيرة الغضب في منطقة جنوب شرق ليبيا، التي تشمل مدن سرت فأجدابيا وصولا إلى الكفرة، وهي المنطقة التي كانت تسمى في عهد الملك الراحل إدريس السنوسي بـ”برقة البيضاء”.
وأثار البيانان استغراب المتابعين للشأن السياسي الليبي باعتبار أن إقليم برقة اتسم خلال السنوات الماضية بالتماسك، خاصة منذ انقلاب ميليشيات فجر ليبيا على نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت سنة 2014.
واستخدم البيان الأول الصادر في الثالث عشر من ديسمبر الماضي عبارة “برقة البيضاء” للإشارة إلى المنطقة الجغرافية، في حين اختار البيان الثاني عبارة “الجنوب الشرقي” في خطوة بدت وكأنها تدارك للتسمية الأولى التي تحمل نزعة نحو إعادة تقسيم إقليم برقة إلى “برقة البيضاء” و”برقة الحمراء”.
ومن أبرز المطالب التي تضمنها البيان الصادر عن اللجنة التأسيسية العليا لإقليم الجنوب الشرقي اعتماد الجنوب الشرقي كإقليم رابع أسوة بأقاليم ليبيا الثلاثة طرابلس وبرقة وفزان، و”تطبيق المعايير الدولية والمحلية المعتمدة في الإدارة المحلية في توزيع المحاصصة المالية والإدارية والتي من أهمها الجغرافيا والثروات الطبيعية”.
كما طالب البيان، الذي اعتبر بمثابة إعلان عن تأسيس إقليم “برقة البيضاء”، بـ”إشراك الجنوب الشرقي في جميع المفاوضات الدولية والمحلية التي من شأنها تقرير مصير الدولة الليبية”، إضافة إلى “تخصيص نسبة مئوية محددة من عائدات البترول في الدستور توزع على بلديات الجنوب الشرقي من أجل إحداث تنمية مستدامة حقيقة في المنطقة”.
مطالب برقة البيضاء:
- تأسيس إقليم رابع أسوة بطرابلس وبرقة وفزان
- الحصول على حصة مالية
- دعم وصول عبدالحميد الدبيبة إلى رئاسة الحكومة
و”برقة البيضاء” أو “الجنوب الشرقي” منطقة تنتج أكثر من 75 في المئة من إجمالي إنتاج النفط، بالإضافة إلى كونها منطقة زراعية خصبة وتضخ ما يقدر بـ6 مليارات لتر من مياه الشرب لكامل ليبيا.
وينظر متابعون بعين الريبة لهذه التحركات التي تعتبر بداية انفصال إقليم “برقة البيضاء” عن “برقة الحمراء” التي تتهم باحتكار السلطة وعائدات النفط خلال السنوات الماضية.
وسنة 1920 تم ترسيم حدود برقة بين إيطاليا والملك الراحل إدريس السنوسي حيث سيطرت روما بموجب ذلك الاتفاق على إقليم “برقة الحمراء” وعاصمته بنغازي في حين بقيت “برقة البيضاء” وعاصمتها أجدابيا تحت سيطرة الملك.
وفي الثالث عشر من ديسمبر الماضي، أعلن أعيان ومشايخ وشباب “برقة البيضاء” في المنطقة الوسطى من سرت فأجدابيا إلى الكفرة مطالبتهم بترشح أكثر من شخص عن الإقليم إلى المجلس الرئاسي ورئاسة الحكومة الجديدين.
وأكد الأعيان في بيان لهم دعمهم ثاني خيار مطروح بملتقى الحوار بشأن آلية اختيار السلطة التنفيذية الذي يضمن الفرصة لترشيح أكثر من مرشح من الشخصيات الوطنية التي تتمتع بالنزاهة والكفاءة والحس الوطني، وفق تعبيرهم.
وعارض البيان عقد أي اجتماعات تروّج وتسوّق لشخص بعينه للوصول إلى السلطة وتغلّب المصلحة الذاتية على مصلحة الوطن العليا.
وشدد الأعيان على تضامنهم مع جميع المكونات الاجتماعية في برقة بصفة خاصة وليبيا عامة للخروج بمجلس رئاسي وحكومة وحدة وطنية تضمن التوزيع العادل للثروات وعودة النازحين وفرض القانون.
ولا يستبعد مراقبون أن تكون تركيا وراء هذه التحركات باعتبار أن المقترح الذي يدعمه أعيان ومشايخ “برقة البيضاء” سيفضي إلى وصول عبدالحميد الدبيبة -رجل الأعمال المصراتي المحسوب على أنقرة- إلى رئاسة الحكومة القادمة.
ميادين الحرية - العرب اللندنية
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال