Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

العالم لا يرغب في حرب في السودان

 

على الجيش الذي يخوض المعركة الآن تغيير ما رسخته وزارتا الخارجية والإعلام لأن مواصلة معركته من أجل الفلول تضعف موقفه خارجيًا وتؤثر عليه داخليًا.

من جدة إلى جيبوتي فشل الكوز الأمين دفع الله في الدبلوماسية. دفع الله لا يزال أسيرًا لعلاقات النظام البائد. الرجل المشغول بالضغط على مذيعات القنوات لتصوير الدعم السريع بصورة المتمرّد لم يتمكن من تغيير تصوّر العالم له، سواء في جدة أو جيبوتي.

لا تزال الحرب في جيبوتي، تمامًا كما في جدة، حربا بين جنرالين، بدون متمرد فيها. بل تدل الإشارات الواردة من جيبوتي على أنها أكثر حدة من جدة. فإذا صح الخبر الذي نقلته قناة “الحدث” عن ظهور عزت الماهري في القمة الأفريقية، يعني أن جيبوتي اختارت استضافة الطرفين ووجهت لطمة قوية لوزارة الخارجية. وإذا نظرنا إلى اللجنة التي كلفها الاتحاد الأفريقي بإيجاد حل للأزمة في السودان، نجد أن اثنين من أعضائها أقرب إلى محمد حمدان دقلو (حميدتي) وليسا حليفين لدفع الله، وهما الرئيس الكيني ويليام روتو ورئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت، بينما الثالث هو الرئيس الجيبوتي. ومن خلال النظر إلى الرؤساء الثلاثة، نجد أن روتو هو الأكثر تأثيرًا في هذه اللجنة.

دفع الله لم تسعفه خبرته الدبلوماسية في إدراك أن أفريقيا اليوم ليست كما كانت قبل عام 2019. فأقوى دولها الآن لا ودّ بينها وبين الخرطوم، وإذا اضطرت إثيوبيا للاختيار بين الدعم السريع والجيش، فسوف تختار الدعم السريع. وأوغندا وكينيا لن تواليا قائد الجيش عبدالفتاح البرهان على حميدتي، وجنوب أفريقيا لن تخرج من العباءة الأميركية. أما جوبا، فالجميع يعلم إلى أين تتجه قواربها. وهذه هي الدول الأكثر تأثيرًا في الملفات التي تصل إلى طاولة الاتحاد الأفريقي، وجميعها ليست محايدة بما فيه الكفاية في هذه الأزمة.

تركيا تعلم أن دورها في السودان لن يرضي السعودية والولايات المتحدة والإمارات. وتبذل أنقرة جهودًا جبارة لإرضاء هذه الدول الثلاث، ولا يمكنها المخاطرة بذلك

فشل الرجل الذي أدخل البلاد في ورطة العداء مع الأمم المتحدة التي أصرت على قرارها بالإبقاء على رئيس بعثتها فولكر بيرتس واختارت نيروبي مقرًا لعمله. هذا يعتبر اختراقًا دبلوماسيًا هامًا، ليس على المستوى الأفريقي وحسب، بل أيضًا على المستوى العربي.

 قدم الماهري بمثابة مبعوث من حميدتي إلى نفس العواصم التي زارها دفع الله مبعوث الفلول، ولكنه تفوق عليه في ما حققه، حيث وجد الأبواب مفتوحة أمامه وتمكن من المشاركة في قمة جيبوتي. ليس لمبعوث البرهان أهداف سوى تنفيذ أجندة الفلول، والتي إن لم تجلب للبلاد موارد الهلاك، فلن تسمح لها أن تسير خطوة إلى الأمام.

نطالب قيادة الجيش بقراءة المستجدات من حولها. فالعالم لا يرغب في حرب في السودان، والعالم لا يرغب في سلطة جماعة الإخوان في السودان. والعالم لا يرغب في لغة العنتريات، ولا يرغب في سماع عبارة “أوكامبو تحت جزمتي” يتردد صداها مرة أخرى في أثير إذاعة أم درمان. فعلى الجيش الذي يخوض المعركة الآن تغيير ما رسخته وزارتا الخارجية والإعلام، لأن مواصلة معركته من أجل الفلول تضعف موقفه خارجيًا وتؤثر عليه داخليًا.

دفع الله لا يرغب في استمرار منبر جدة، لأن المسؤولين فيه استجابوا لطلب الدعم السريع بإبعاده، وأيضًا بإبعاد مساعده السفير عمر صديق عن المفاوضات الجارية، باعتبارها مفاوضات بين الجيش والدعم السريع، وليست مفاوضات بين الميليشيا والحكومة السودانية. ونعم، دفع الله ومن ورائه الفلول يرغبون في مبادرة أخرى لا تقصيهم عن المشهد، إلا إذا منحتهم المزيد من السلطة في السودان.

تركيا لم تمكن دفع الله من لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان، رغم ذهابه إليها بعباءة مبعوث البرهان، وطلب منها أن تتدخل كوسيطة. ولكنها لم تكن بالحماس الكافي لأنها تعلم أن دورها في السودان لن يرضي السعودية والولايات المتحدة والإمارات. وتبذل أنقرة جهودًا جبارة لإرضاء هذه الدول الثلاث، ولا يمكنها المخاطرة بذلك.

وعندما يئس من أنقرة بدأ يدفع باتجاه مبادرة قطرية متناسيا أن الدوحة لديها ذات أسباب أنقرة التي تمنعها أن تكون خلفًا للسعودية في ملف السودان.

جماعة النظام السابق الآن مرفوضون من كل دول العالم ولا مكان لهم بعد اليوم.

انجل يومي - كاتبة سودانية / العرب

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال