Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

أين الدبلوماسية الفلسطينية بعد او قبل مشروع القرار الأمريكي بإدانة حماس؟

كان ستر الله، والصحوة الكويتية في الأمم المتحدة حليفا للفلسطينيين في أروقة الأمم المتحدة، عندما فشلت أمريكا في حصد اغلبية الثلثين لمشروع قرار ادانة حماس بسبب الصواريخ التي تنزل على إسرائيل.
حيث نجحت الكويت بأكثرية 3 أصوات فقط في تمرير قرار إجرائي ينص على وجوب حصول مشروع القرار الأمريكي على أكثرية الثلثين لاعتماده، وهي أغلبية تعذر على واشنطن تأمينها.
والحقيقة ان لو أمريكا تداركت الامر من قبل، أي لو ان تبجحها لم يخنها، لكانت امنت هذه الأصوات بجهود أكثر بقليل.
السؤال هنا، يجب ان يوجه للدبلوماسية الفلسطينية، فنحن هنا لا نسمع الا عن تعيينات لسفراء ومرسومات رئاسية تشعرك أحيانا ان الشعب الفلسطيني سيتحول الى دبلوماسي يجوب العالم. فالحمد لله ممثلياتنا وسفاراتنا في كل مكان، وجهود رفع المستوى الدبلوماسي والتمثيلي هي كل ما نسمع عنه، بالإضافة الى إصرار السلطة على شراء العقارات لممثلياتها لتثبيت الوجود في الكثير من بقاع العالم.
سفير رايح وسفير تاني رايح….
وزير الخارجية في رحلات مكوكية بينه وبين الرئيس. ما الذي يفعلونه بالخارج.
تقام القيامة في فلسطين ولا يقطع الرئيس زياراته الكثيرة حول العالم.
اين الدبلوماسية؟ اين الجهود المفترضة من اجل تحسين صورة فلسطيني وتدعيم القضية الفلسطينية.
ان تصويت ٨٧ دولة مع القرار الأمريكي وامتناع ٣٣ عن التصويت، يؤكد على امر واحد، ان الدبلوماسية الفلسطينية فشلت فشلا ذريعا. عندما يصل العالم لأن يرى ويقتنع ان الصواريخ التي تنزل على إسرائيل هي التي تهدد السلم وان حماس بمقاومتها هي الإرهاب. في وقت رأى هذا العالم ما قامت به إسرائيل قبل شهر واحد من هجوم بربري وحشي وهدم وقصف وقتل على غزة. ما تقوم به اسرائيل على مدار العام من قنص للأحياء في مسيرات العودة وكأن جنودها في رحلة قنص. يعني يكفي للدبلوماسي الفلسطيني ان يستعرض فيلما قصيرا لا يتجاوز الدقيقتين لإقناع العالم الأكثر تبجحا ان ما يجري على الأرض هو الظلم للإنسان الفلسطيني، وان إسرائيل هي الإرهابي الأكبر في هذه المنطقة.
وإذا ما نظرنا الى الدول التي صوتت مع القرار، فان أوروبا باتحادها كانت مجتمعة في تأييدها للقرار. وهنا لا يمكن الا التوقف امام ما يجري على الأرض. وفود أوروبية داخلة طالعة على الأراضي الفلسطينية. كم مشاريع الدعم في غزة للخراب الذي تلحقه إسرائيل على كل مرافق الحياة على مرأى العين ويكلف دافعي الضرائب من تلك الدول. كيف اجتمعت أوروبا على تأييد القرار. اين السفراء الفلسطينيين في أوروبا؟
من جهة أخرى احتفت إسرائيل بالقرار، فعبر داني دانون مبعوث إسرائيل بالأمم المتحدة عن النتيجة قائلا انه ” للمرة الأولى في تاريخ الأمم المتحدة، ايد عدد قياسي من الدول مشروع قرار في الجمعية العامة لإدانة حماس″. حتى نتانياهو أشاد بال ٨٧ دولة التي ” اتخذت موقفا ضد حماس ” واعتبر ما جرى ” انجاز مهم للغاية حققته إسرائيل وامريكا” وشكرهم على المبادرة!
السلطة الفلسطينية من الجهة الأخرى رحبت بعدم تمرير القرار وأكدت على احقية المقاومة. وقد تكون هذه “اللفتة” مهمة وذات قيمة لنا كشعب في وقت تمزق الفرقة شطري الانسان الفلسطيني بين فتح وحماس.
ولكن، هل لنا ان نتغاضى عن الإشكالية الأهم في هذا؟
على من تقع مهمة اقناع دول أوروبا والعالم الخارجي؟ قد نكون الأضعف من نواحي كثيرة، لكننا أصحاب الحق. لو هدد الدبلوماسي الفلسطيني بقطع الامدادات الأوروبية من أموال تطوير وتشغيل انساني، لاضطربت أوروبا. فلقد تحولنا منذ زمن لمكب تشغيل للخبراء الأوروبيين ما بين مكاتب الأمم المتحدة الكثيرة والتعاون الدولي بكفى اماكنه وجمعياته.
الفشل الذريع هنا لكل ما هو دولي. ولا يمكن ان نتغاضى عن كم هذا الفشل. كيف لمؤسسة دولية لأي من هذه الدول تأتي للأراضي الفلسطينية تحت مسميات المشاريع الداعمة لفلسطين، ان تكون في دولة صوتت لقرار يرى من مقاومة حماس في غزة إرهاب؟
الدخول الى غزة هو “شغف” لهذه المؤسسات من اجل محاولة المساهمة في أي دعم لردء الدمار المترتب على جرائم الاحتلال. ولكن كيف لي ان الوم المجتمع المحلي بالمؤسسات الدولية هذه، امام غياب تام للتمثيل الفلسطيني.
لو كنت مكان صانع القرار الفلسطيني متمثلا بوزارة خارجيته إلى داخليته اليوم، لكنت أصدرت بيانا يشجب فيه دعم هذه الدول للقرار وتوقيف المشاريع المختلفة لهذه الدول في الأراضي الفلسطينية.
ما الذي اخذناه من هذه المشاريع إذا ما يقوم الممولون بدعم أمريكا وإسرائيل ضدنا؟
الدبلوماسية الفلسطينية هي الملام المباشر اليوم نعم …. ولكن كلامي ليس من اجل جلدهم… فهذه هي النتيجة الطبيعية لمنظومة كاملة اهترأت. فوزير الخارجية كمسؤول المفاوضات كما الرئيس هم الباقون والدائمون والابديون…. وفلسطين بما كان من ارضها وتبقى توزع وتقسم بعد تنازل عن أراضيها من اجل مصالحهم المباشرة، مصالح أهلهم والمقربون منهم….
نادية عصام حرحش - كاتبة فلسطينية
http://nadiaharhash.com

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال