توالت الردود بشكل متباين عقب تداول لافتة عليها صورة مركبة للعاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الاميركي، كتب عليها عبارة اعتبرت مسيئة، تم رفعها في ملعب لكرة القدم، وهو ما دفع بالسعودية الى تأكيد عزمها الرد على ما اعتبرته اهانة لها.
السفير السعودي بالجزائر، سامي بن عبد الله الصالح ، رد على الحادثة لافتا الى ان بلاده سترد على ذلك، بعد التأكد من حيثيات الواقعة، حيث نقلت عنه صحيفة “سبق” السعودية قوله ” هذا واجبنا، ولا خير فينا إن لم نقم به، ولن نترك هذه الخطوة دون رد”.
من جهة، رد الإعلامي الجزائري أسامة بالباز، بسخرية من التهديد السعودي، بتدوينة على “فيسبوك” كتب فيها “الجزائر أصبحت في خطر بعد تهديد السفير السعودي! أكيد سيقطعون على أطفالنا +ام بي سي 3+ وعلى عائلاتنا +ام بي سي+ وبرامج ذا فويس وأرب آيدول والمسلسلات التركية وحصة أكشنها يا دوري
وتداول جزائريون على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي صورة للافتة رياضية “تيفو” رفعها مشجعون خلال مباراة لكرة القدم في مدرجات احد الملاعب بالجزائر تظهر فيها صورة مركبة للعاهل السعودي والرئيس الأمريكي وإلى جوارهما صورة للمسجد الأقصى، كتبت تحتها باللغة الانكليزية:
أو ما معناه “وجهان لعملة واحدة” في اشارة الى الملك السعودي وترامب، اضافة الى “عبارة البيت لنا والقدس لنا“two faces of the same coin
الصورة التي اجتاحت مواقع التواصل، و جاء رفعها في وقت تشهد الاراضي الفلسطينية حالة من الغليان في شكل تظاهرات يومية اضافة الى حراك سياسي وديبلوماسي عربي ودولي، خلفت الكثير من الردود التي جاءت متباينة، وعبر جزائريون على رفضهم لمحتوى الصورة، حيث جاء في بعض هذه التعليقات ما مفاده ان الصورة لا تعبر سوى عمن رسمها فقط ،معتبرين ان الجزائريين يعرفون أن السعودية بلد له مواقف مشرفة.
اللافتة “المسيئة” رفعها أفراد من جمهور المباراة في وقت تشهد فيه العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة انتعاشة كبيرة كما يطالب العديدون في ذات الوقت من السعودية للعب دورها كبلد له قيمته الاعتبارية لدى الامة الاسلامية، كما يأتي ذلك في وقت تتحدث فيه تقارير اعلامية عن حالة تطبيع غير مسبوقة تهم العلاقات الديبلوماسية بين السعودية واسرائيل.
أما المؤيدون لرفع الصورة، فاعتبروا المسألة تدخل في اطار حرية التعبير، وجاء في تعليقات على صفحة “الجزائر فلسطين” وهي احدى الصفحات الجزائرية الكبيرة على موقع فيسبوك، أن الشيخ السديس صرح في وقت سابق بأن “الملك سلمان وترامب يقودان العالم للسلام فأنصار عين مليلة (مدينة جزائرية) مشكورين لقد قاموا بترجمة التصريح على شكل صورة لإيصال الفكرة” فيما جاء في نفس الردود ان للجزائريين الحق في التعبير عن مواقفهم داخل بلدهم وأن الجزائر دولة ذات سيادة.
وفي الوقت الذي تحدثت فيه بعض المنابر عن امكانية حدوث أزمة سياسية بين الجزائر والرياض، أفاد تلفزيون “النهار” الجزائري أن رئيس مجلس الشورى السعودي عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ بدأ زيارته إلى الجزائر.
ووصل المسئول السعودي الى الجزائر وكان في استقباله عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة (الغرفة الثانية للبرلمان) وتستمر الزيارة لمدة أربعة ايام حتى ال21 من الشهر الجاري، وهو ما يبدد امكانية نشوب أزمة ديبلوماسية بين البلدين.
زيارة المسئول السعودي الكبير، جاءت بدعوة من رئيس مجلس الأمة الجزائري عبد القادر بن صالح، حيث ينتظر ان يجري لقاءات مع مسئولين جزائريين في الحكومة والبرلمان.
قال رئيس مجلس الشورى السعودي، عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، اليوم الإثنين، إن زيارته للجزائر طبيعية جدًا
وردا على حادثة الصورة، قال آل الشيخ ان زيارته للجزائر” طبيعية جدًا” مضيفا انه سيجري خلالها عدة لقاءات.
ونقلت الوكالة الجزائرية للانباء عن المسئول السعودي انه خلال هذه اللقاءات ستتضح “الصور والحاجة إلى التعاون التي يحتاجها الجميع″ مضيفا أن الزيارة هي تجديد العهد ما بين الزملاء في البرلمانين الجزائري والسعودي
المحلل الرياضي السعودي تركي الغامدي هاجم ، من جانبه، بعبارات عنيفة الجزائريين من خلال تغريدة على حسابه على تويتر، مشيرا بالقول الى ان الملك سلمان سيظل “زعيماً للأمة الإسلامية وقاهر الإرهاب وأهله..”
الإعلامي الجزائري حفيظ دراجي، وفيما يشبه الرد، دافع عن موقف بعض الجزائريين من التعامل الرسمي مع قضية القدس، بالقول “عندما قام جمهور نادٍ محلي في الجزائر بتجسيد هذه المقولة في صورة مشتركة، غضب البعض، وانتفض البعض الآخر، على غرار سفير المملكة لدى الجزائر، الذي توعد بالرد “، مضيفا ان “نية المناصرين كانت حسنة للتأكيد، ولم تكن للإساءة للسعودية لما رفعوا هذه اللافتة.. ومن يتوعد بالرد أكيد سيأتيه الرد أقوى”.
الرباط – “رأي اليوم” – نبيل بكاني
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال