Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

ليبيا.. عوامل الصراع فيها توحدها وتقويها


ربما تكون عوامل الصراع نفسها  على حدتها  في ليبيا ،هي ذاتها العوامل التي تمنع التقسيم والانفصال، فالنفط في معظمه حقوله موزعة بين الجنوب الشرقي والجنوب الغربي والموانئ اغلبها على الساحل الشرقي وأقلها على الساحل الغربي ،والمؤسسة الوطنية للنفط ومصرف ليبيا المركزي في العاصمة العريقة طرابلس غربا..
وبالعودة الى التاريخ السياسي الحديث لليبيا، نجد أن السبب الرئيسي للتخلي عن النظام الفيدرالي (نظام الأقاليم الثلاثة : طرابلس وبرقة وفزان) هو ان الشركات النفطية العالمية الكبرى توسلت الملك أن يجعل الحكم مركزيا حتى يسهل عليهم التعامل إقتصاديا وبيروقراطيا مع حكومة مركزية واحدة بخصوص النفط.
نضيف الى ذلك العامل الإجتماعي القبلي والمناطقي والذي يبدو ظاهريا أنه قد يقود إلى تقطيع أوصال ليبيا وعامل ربما يفضي إلى التقسيم والانفصال، هو ذاته أيضا لطالما كان عامل لحمة ووحدة بين الليبيين على مر تاريخهم ، منذ “تجريدة حبيب” زمن “الاستعمارالتركي العثماني”، حين استنجد اهل درنة ببني جلدتهم الليبيين لمقاومة ظلم وقهر وعسف وضيم “الوالي العثماني”، فكانت هذه الملحمة حيث تنادى الليبيون من مختلف أنحاء ليبيا وخاصة من الساحل الغربي لليبيا(طرابلس وتاجوراء ومصراتة وزليتن) من أجل نجدة أهل درنة، وأيضاً يعيد التاريخ نفسه في موقعة القرضابية بسرت، حيث هب الليبيون على بكرة أبيهم ومن مختلف أنحاء الوطن ليسطروا ملحمة جهادية ضد الإيطالييين ويكبدونهم خسائر فادحة، أيضا فإن هذا النسيج الإجتماعي متشابك ، وليس من السهل تفكيكه، فالقبائل الليبية الكبرى تتوزع على مساحة ليبيا كلها، هذا عدا عن التصاهر والتناسب الذي زاد من توثيق عرى الصلات والعلاقات فيما بين القبائل، الى جانب التحالفات التي حدثت فيما بين هذه القبائل على مر تاريخ ليبيا، ولاننسى أدوار الحضر التاريخية في ليبيا، حتى أن بنغازي الحديثة كان لتجار مصراتة وزليتن دورا كبيرا في تطويرها منذ زمن بعيد.
فالحضر بشكل عام في أغلب المدن الليبية “في شرق ليبيا وغربها وشمالها وجنوبها”كانت لهم ادروارهم على مختلف الأصعدة التجارية والاقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية ، نستطيع أن نلمس ذلك في كل العهود والأوضاع السياسية التي مرت على ليبيا…..
حفظ الله ليبيا واحدة موحدة.
د. أبو بكر خليفة أبو بكر - كاتب ليبي

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال