Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

خريجات الجامعات الفلسطينية يتحدّين صعوبات سوق العمل والمجتمع

يتزايد إقبال الشابات في المناطق الفلسطينية على المشاريع الصغيرة، وبسبب عدم ملاءمة دراستهن الجامعية مع متطلبات سوق العمل تصبح رحلة النجاح صعبة كما تقول شابات فلسطينيات إلتقت بهن DW عربية، ويشرحن كيف اجتزنها.
ترتفع نسبة البطالة في المجتمع الفلسطيني بين الخريجين سنويا بشكل متزايد، الأمر الذي يضع الكثير منهم أمام تحدي البحث عن عمل لكسب قوتهم سواء عبر السعي لمهن قد تكون مختلفة عن التخصصات التي درسوها بالجامعة، أم بالهجرة إلى الخارج إلى الدول العربية مثل الخليج. وفي كثير من الأحيان يلجأ الخريجون إلى أصعب الحلول وهي العمل في المستوطنات الإسرائيلية القريبة من مدنهم أو داخل إسرائيل.
وبحسب المركز الفلسطيني للإحصاء فقد احتلت التخصصات الأدبية أعلى نسبة بطالة لدى الخريجين، حيث وصلت إلى أكثر من سبعين في المائة وبلغت أقل نسبة بطالة لدى الخريجين في كلية القانون نسبة سبعة وعشرين في المائة.
من المعروضات عسل طبيعي تم انتاجه من قبل سيدات فلسطينيات
ويرى خبراء فلسطينيون أن المشكلة الرئيسية في البطالة المرتفعة سببها التكوين الذي يتلقاه الطلاب في مؤسسات أكاديمية لا تراعي  مطالب وحاجات السوق الفلسطينية، إضافة إلى نظرة المجتمع إلى الدراسة الأكاديمية باعتبارها الخيار الأفضل بالمقارنة مع التدريب المهني الذي يساعد الطالب على الدخول في سوق العمل. ولتلافي هذه الثغرات يدعو خبراء إلى ضرورة إعطاء دورات تثقيفية للطلاب في مراحل دراسية مبكرة حول أهمية سوق العمل في المجتمع الفلسطيني.
المبادرات الفردية أبرز طرق النجاح
يلجأ الكثير من الخريجين إلى البحث عن عمل حرٍ يكون في حالات كثيرة غير متطابق مع التخصصات الأكاديمية التي درسوها في الجامعات، وكثيراً ما تكون المشاريع الصغيرة إحدى الحلول، ولكنها تكون معرضة في كثير من الأحيان إلى مخاطر الفشل أو عدم التحضير الجيد لها.
عريب العزيزي سيدة فلسطينية من مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية، قررت وبمبادرة فردية منها أن تقدم مساعدة للسيدات اللواتي يمتلكن مشاريع خاصة بهن ولا يجدن المكان المناسب لعرض منتوجاتهن للمستهلكين. تبنت عريب تنظيم فكرة المعرض الأول في المدينة، وأطلقت عليه اسم "بازار نابلس" لتجد قبولاً من المشتركين والزوار على مدى ثلاثة أيام. وشاركت في المعرض قرابة خمسين سيدة عرضن منتوجاتهن من مختلف مناطق الضفة الغربية.
ولأن الفكرة نالت إعجاب الزوار والمشاركات، قررت العزيزي تنظيم المعرض للمرة الثالثة هذه المرة في وسط المدينة، وليدوم طوال السنة كما أعلنت على صفحاتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك. ويتيح المعرض لمئات السيدات التسجيل خلال العام، ويخصص المعرض للمشاركة لعرض بضاعتها لمدة ثلاث أيام ثم ينتقل الى سيدة أخرى ومنتوجات من نوع آخر.
وتتيح الفكرة للسيدات المشاركات التواصل المباشر مع الزبون، فبمقابل 40 شيكلاً بالعملة الاسرائيلية المتداولة، أو ما يقارب العشرة يورو لليوم الواحد أتيحت لهن الفرصة للمشاركة في المعرض والتواصل مع الزبون والإعلان عن منتجاتهن.
تنوعت المعروضات خلال البازار من أغراض المطبخ وما يتعلق بالأكلات الشعبية التي أصبح من النادر إعدادها من قبل ربات البيوت، بالإضافة إلى العسل الطبيعي الذي يُنتج في مزارع خاصة لبعض المشتركات. بعض السيدات تفنن بالمهن ذات الطابع الجمالي كالرسم على الزجاج أو التطريز الفلسطيني وأيضاً تصميم الأزياء، فيما انتهز البعض فرصة البازار لعرض كتب أدبية أو علمية من تأليفه وكذلك كتبا عربية بأسعار مناسبة.
تركت الإعلام لشغفها بفن الطبخ
DW قابلت بعض المشاركات في البازار، إحداهن شابة وتدعى آلاء العزيزي، وكانت منهمكة بأخذ قياسات السيدات وأرقام التواصل معهن. آلاء أنهت دراستها الجامعية عام 2011  في تخصص إدارة أعمال من جامعة النجاح الوطنية. لتبدأ مشوار البحث عن الوظيفة إلا أنها لم توفق مثل الكثير من الخريجين الذين سبقوها. عثرت آلاء بإحدى الصحف اليومية على إعلان دورة تصميم أزياء في أحد مراكز المدينة التعليمية، ويدوم التدريب ستة أشهر. وبتشجيع من عائلتها الصغيرة أقدمت على التدريب وسط نظرة سلبية وتهكم من قبل الكثير من الناس في محيطها العائلي والإجتماعي. 
وقالت آلاء "لقد كنت مقتنعة تماما بما أفعل". وكان الدافع لمشاركتها في هذا التدريب شغفها منذ نعومة أظافرها بتصميم ألعاب الأطفال (الباربي). ولم تفكر أبدا أن يفتح هذه التدريب المجال أمامها الأبواب في حياتها المهنية.
مشاركة أخرى في قسم الطبخ اسمها دانة العالم، وهي أم لطفلين، تخرجت من قسم الصحافة والإعلام في جامعة النجاح وعملت لفترة قصيرة كمذيعة برنامج صباحي في إحدى الإذاعات الفلسطينية المحلية. تقول لـDW إنها تركت العمل الصحفي لعدم وجود التقدير المعنوي والمادي لعملها. وأضافت: "أعداد الخريجين كبيرة جداً، ووسائل الإعلام محدودة ومسيسة وبالغالب تتبع أحد الأحزاب على الساحة الفلسطينية". دانة تعرض الآن مأكولاتها على صفحة خاصة بها أنشأتها قبل سنتين على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وبعد عامين من نجاح مشروعها الصغير، قررت الإلتحاق بأحد مراكز المدينة، الممول والمجهز من وكالة التعاون الألماني GIZ. ويتيح لها المركز الحصول شهادة دبلوم شيف، وهي شهادة تؤهلها للعمل كطاهية في المطاعم وتضيف لخبرتها الكثير، كما تسهل عليها اجراءات الحصول على ترخيص لفتح مشروعها الخاص لاحقا.سيدات العسل.. فلسطينيات يساعدن أسرهن ويغيرن مجتمعهن.
لكن ما يواجه الفتيات الفلسطينيات الراغبات بإقامة مشاريع خاصة في الضفة الغربية، هو ارتفاع رسوم  دورات التدريب وخصوصا في مجالات مثل التطريز أو فنون الطبخ، حيث تكلف الدورة الواحدة في بعض الأحيان أكثر من 600 دولار أمريكي وهو المبلغ الذي دفعته الآء. بينما دفعت  دانة بمفردها 1500 دولار كرسوم تدريب، ناهيك عن نفقات أخرى إضافية.
ضغوط إجتماعية لكن الطموح كبير
بالرغم من الإقبال المتزايد على المشاريع الخاصة إلا أن الشابات يواجهون عوائق اجتماعية جمة في سبيل إقامتها. حيث ينظر كثيرون إلى هذه المشاريع على أنها لا تتناسب والسيدات في مجتمع فلسطيني محافظ. تعلق آلاء قائلة: "في البداية كنت أسمع الكثير من التعليقات المحبطة" من قبيل أنك لست مبدعة وإنما تقومين بإعادة بيع منتوجات آخرين. وتضيف بأنها تفتقد التشجيع في محيطها الإجتماعي.
أما دانه فتقول إنها تلقت الكثير من التعليقات السلبية إذ يعتقد بعضهم أنه أولى بها التفرغ لتربية أبنائها والعناية ببيتها. 
الكثير من السيدات الفلسطينيات يمارسن مهنة تربية النحل
وتضيف بأن عددا كبيرا من الأشخاص يسخرون من فكرة الذهاب إلى مدرسة تعليم الطبخ. ويرون بأن الطبخ أمر تتعلمه المرأة في البيت. بينما ترى دانة أن الطبخ مهنة كغيرها من المهن، وتقول إن "هذا البرنامج يتيح لي المجال لتعلم أسراره. بالطبع أنا أستطيع الطبخ ولكنني أستمتع بتعلم الأطباق الغريبة عن ثقافة بلادنا العربية" تختم دانا حديثها.
وتفضل آلاء أن تكمل دوراتها التدريبية في تصاميم ألعاب الأطفال وأن تشارك في تصاميم لدور عروض عالمية، أما دانة فتتمنى أن تنشئ برنامجاً تلفزيونياً خاصاً لعرض حلقات يومية أو أسبوعية من مطبخها لتساعد متابعيها في تعليمهم شتى أصناف المأكولات العربية والغربية.
ولا يزال المشوار بالنسبة لدانة وآلاء في بدايته، وكلاهما تطمحان للعالمية والشهرة، الأمر الذي يتطلب المزيد من التدريب وتطوير الذات بالإضافة إلى عوامل محفزة في محيطهما الإجتماعي.
ملك قمحية - DW عربية

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال