Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

وزارة الداخلية المغربية الداعم الرسمي للانفصال والفتنة

قايد كان سببا في اندلاع مشكل الصحرا.. بداية سبعينات القرن الماضي كان طلبة صحراويون يدرسون بين الرباط وتزنيت وبوزكارن يعانون كما يعاني المغاربة اليوم من التهميش والحكرة، من بينهم الوالي مصطفى السيد الطالب العبقري الذي حاز 19/20 في مادة القانون الدستوري إذاك وكان يقود مظاهرات من نفس نوع احتجاجات شباب الريف اليوم عانى من نفس الاستصغار والاحتقار الذي طال ناصر الزفزافي، ثم أن الطلبة الصحراويين كانوا في نفس الآن يقاومون الاستعمار الإسباني بغير عداء مغربي والنزعات الانفصالية لم تكن حاضرة لديهم كفكرة، وكانت إحدى المظاهرات المنظمة من طرفهم خلال الموسم التجاري الشهير “موكار” بمدينة طانطان الذي تحول اليوم إلى تراث شفهي معترف به من طرف اليونيسكو يحكيه ناس طانطان كما يحكون الواقعة، رفعوا خلالها لافتة ضد الاستعمار الإسباني حين هجم قايد مقاطعة طانطان مع عدد من المخازنية على الطلبة المتظاهرين واعتقلوهم وعذبوهم وأحالوهم إلى المحكمة بأكادير ليسجنوا شهرا تحت التعذيب ويطلق سراحهم حاقدين على المخزن المغربي داخليته وقياديه ومخازنيته، ويقود الوالي مصطفى السيد مع عدد من الطلبة سلسلة من الاجتماعات السرية يتفتق عنها بعد قرابة السنتين في 1973 “جبهة البوليزاريو”. 
وتتحول القضية من مطالب اجتماعية بإنهاء الحكرة والتهميش والفقر إلى مطالب اجتثاث بقعة من أرض والاستقلال بهوية شعب عن هوية أمة: الأمة المغربية.
وإن كنا هنا نتحدث عن سنوات الجمر والرصاص، وإن كنت أردد آية “تلك أمة قد خلت”، وإن كان العهد الجديد أبان عن رغبة إنصاف ومصالحة، فلا يسعنا إلا أن نتساءل عن سبب إبقاء العهد الجديد والملك الجديد الذي أكثر ما يروج عنه لا داخل الأوساط الشبابية المغربية لا في الرأي العام الخارجي أنه ملك سلم وديبلوماسية وعبقري استثمار، كيف بهذه المواصفات الحداثية التي تميزه عن باقي قادة العالم، أبى إلا الإبقاء على ترابي البصري داخل وزارة الداخلية القمعية العاشقة للدماء التي تغذت على احتجاجات سيدي إفني عام 2008 حين طالب المواطنون بإنهاء العزلة عن المنطقة فردت الداخلية بالاعتقالات ومداهمات المنازل وفرض حظر التجول بالمدينة، نفس الرد اتجاه سيناريو كديم إيزيك كما يحكيه ناس العيون الذين تجمهروا في خيام نازحين عن المدينة لأجل مطالب اجتماعية محضة وكانت وحدتهم أن رفضوا الحلول الترقيعية من كارطيات وتوزيع بقع أرضية قدمها أعوان الداخلية لإسكاتهم وإعادتهم إلى بيوتهم وإخفاء الفساد المستشري في الجهات الجنوبية، وتمسك أهل العيون بأن الحلول يجب أن تكون دائمة وأن تكون تنمية حقيقية وأن ينتهي واقع المدينة ـ الذي لم يتغير إلى يومنا هذا ـ الذي يفتقر كما باقي جهات المغرب إلى الشفافية في مباريات الوظيفة العمومية فلا يحظى بها إلا ذووا الوساطات أو كفاء ات من الداخل ويظل ولاد المدينة يحملقون في انتظار فرص جديدة لا تأتي إلى حين، بل أفظع من هذا تفتقر إلى الخوصصة والمقاولات والشركات التي تعطي للشباب حق الحصول على رواتب وضمان حياة كريمة بعيدا عن “ترزق الله” إما لدى الأحزاب المتواجدة بالمنطقة الباسطة أذرعها وابتزازها للشباب إما معي إما التفقير والهلاك، إما “ترزق الله” لدى النافذين الباسطين عصاباتهم في المدينة لابتزاز الدولة إما الدعم وملايير التنمية إما مظاهرات الانفصال والهلاك، إما “ترزق الله” لدى بوليزاريو الداخل / انفصاليو المناطق ومزانيتهم وخططهم الهزيلة، فإن رفض الشاب كل هذا من تحزب وتبعية وجد نفسه وسط المدينة كأنه وسط غابة وحوش دون حماية دون مال دون سند قد تلوذ به الفرق الأمنية إن احتج بأي تهمة انفصالية….
 كذلك نزحوا عن المدينة في الخيام عام 2011 مطالبين بإنهاء هذا الواقع المأساوي فتدخلت أيادي خفية لتعلق على الساكنة تهمة الانفصال وتدخلت الداخلية بأمنيين ولاد الشعب ضد محتجين ولاد الشعب وتحولت التدخلات إلى دماء واعتقالات ارتجالية ومحاكمات.. بل وعانت مدينة العيون بعدها ويلات الحصار وحظر التجوال والشتائم والسباب التي يعاني منها اليوم أبناء الريف والتي تزيدهم حسرة.. ولازالت أثار الصدمة وبريق الدموع كلما حدثوني عن اكديم ايزيك.
إنها الداخلية يا سادة.. خلال سفري من الريف إلى السمارة قعدت مع وطنيين ومع انفصاليين ومع من لا يومن بشيء، ولا يلومون في ثنايا الحكايا والكلام أكثر من اعتقالات وتعذيب وجور وبهتان وزارة الداخلية، إنه هَمُّ المغاربة أكثر من هَمِّ: “أين الثروة”؟ لا يعيرون الشيء الكثير لأطنان الذهب المهربة نحو الإمارات بقدر ما ينتبهون لجور الاعتقالات اليوم بالريف، والأمر ليس أن هذا يلهينا عن ذاك، إنما أن مطلب العدل والكرامة أولى من الخبز. إنها الداخلية يا سادة.. 
مصدر الظلم والظلمات، وحش هذا البلد، العصى التي تمنع عجلاته من التقدم والتصالح والحداثة، الحفرة التي وقعنا فيها ولا نستطيع الخروج، إنهم أعوانها، ولاد الشعب تمخزنوا حتى احتقروا ولاد الشعب، وزراؤها الذين يتحولون فور التنصيب إلى مصاصي دماء، قراراتهم الهوجاء، غدرهم بالملوك حين يمد الملوك يد الصلح فتمد الداخلية إلى الشعب الزرواطة.. 
تهمهم الجاهزة بالانفصال حتى ولّدوا نزعات الانفصال، تهمهم الجاهزة بالتآمر على الملك في وقت يسعى الشعب جاهدا إلى محاورة الملك، تهمهم بالتآمر على الوطن في وقت كل ما نطلب هو تنمية حتى لا نغادر الوطن، سياساتهم الفاشلة التي كادت تفصل بالجنوب وتسعى إلى فصل الشمال وفصل الرقاب وفصل القلوب عن حب الوطن. إلى متى ستظل وزارة الداخلية وأعوانها يسعون في الأرض فسادا دون مراجعة لسياساتها الفاشلة ونهجها الظالم وانفصالها عن محاولة التنمية ومحاولة التقدم والازدهار بهذا البلد؟! 
 مايسة سلامة الناجي - كاتبة مغربية

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال