جهات حقوقية ودولية تستنكر موت العمال الأجانب في مشاريع مونديال2022.. وقطر تراه عادياً

طالب الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا قطر بعرض الإجراءات الصريحة المتخذة من أجل تحسين وضع العمال الأجانب، في حين لا تنفك منظمات دولية غير حكومية تدين استغلالا 'مقلقا' يقترب من العبودية. 

يؤكد هذا أن أكثر من 500 عامل مهاجر من الهند ضحية ظروف فاجعة مختلفة في قطر منذ بداية عام 2012، كما أفادت سفارة الهند في الدوحة.

ويؤكد الدبلوماسيون هذا الرقم، ولكنهم لا يشيرون إلى عدد حالات الوفاة التي تجري بشكل طبيعي أو الموت جراء حوادث السير أو أماكن العمل.

بينما يؤكد الحقوقيون بأن العديد من العمال يموتون خلال أعمال بناء منشآت مونديال كرة القدم الذي ستستضيفه الإمارة عام 2022.

وأصبح معروفا في بداية شباط/فبراير أنه قتل 185 مواطنا من النيبال خلال أعمال البناء بسبب خرق إجراءات السلامة والأمان.

ونشر منظمو مونديال 2022 بيانا الأسبوع الماضي حول حقوق العمال بعد أن دعت منظمة الفيفا الدوحة لإعادة النظر في قوانين أعمال البناء.

تقارير جهات حقوقية ودولية: استنكرت جهات حقوقية ودولية موت العمال الأجانب خلال بناء ملاعب قطر التي ستستقبل مونديال 2022، واعتبر مراقبون أنه من المعيب أن يتعرض الإنسان في هذا العصر إلى ظروف كهذه وأن يموت العمال وهم يشيّدون تلك الملاعب، وأنه من غير المقبول العودة إلى أنظمة السخرة في القرون الوسطى، فقد هزّت الأرقام المسرّبة من قطر حول وفاة عمال إثر ظروف عمل غير إنسانية الكثير من دول العالم، لكنّ الرد القطري جاء فاتراً ليؤكد أن الذين ماتوا كانوا في ظروف طبيعية ووفاتهم عادية، هكذا كان المبرر القطري الذي تنافى مع جميع التقارير، أما الفيفا فقد اعترفت بأنّ ما يحدث في قطر مرعب وغير مقبول لكن المونديال سيقام بشكل طبيعي على أرض قطر، دون أي تغيير وهو ما فاجأ المنظمات الحقوقية التي رأت وجوب التحرك لحماية البشر الذي يعملون دون مراعاة أبسط حقوق الإنسان.

وقال رئيس اللجنة القطرية الوطنية لحقوق الإنسان في إطار "التبريرات" أن نسبة وفيات الهنود التي كشفت عنها السفارة الهندية في قطر تبدو طبيعية مقارنة بتعداد الجالية، مشيراً إلى وجود حملة ضد بلاده التي ستستضيف كأس العالم لكرة القدم في 2022، وأتى التعليق بعد أن أظهرت أرقام كشفت عنها سفارة الهند في قطر أن أكثر من 450 عاملاً هندياً توفُّوا في هذا البلد خلال السنتين الماضيتين، وكانت قطر التي تستضيف كأس العالم لكرة القدم في 2022، تعرضت لانتقادات شديدة بسبب ظروف عمل وإقامة الأجانب العاملين في المشاريع المرتبطة بالمونديال، وأشارت تقارير صحافية إلى تسجيل نسب وفيات مرتفعة بين العمال، ونقلت فرانس برس عن رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، وهي لجنة تقدم نفسها على أنّها مستقلة وإنما أسست بمرسوم حكومي، "ليس لدينا أرقام دقيقة، ولكن بالنسبة للمعلومات التي نشرت عن موضوع الوفيات في صفوف الجالية الهندية، فإن هذه الجالية هي أكبر جالية في قطر، وعددها أكثر من نصف مليون نسمة، أي ضعف عدد المواطنين القطريين"، وشدّد على وجود "حملة على قطر" معتبراً أنّ هذه الحملة "لا تخفى على أحد، وهي من بعض الجهات والمنظمات"، مطالباً الجهات التي تكشف عن أعداد الوفيات بأن توضح ظروف هذه الوفيات، لكنه قال أن اللجنة لا تكف عن المطالبة بأن يكون هناك مزيد من التحسين لظروف العمل للعمالة الوافدة.

وأظهرت الأرقام التي كشفت عنها السفارة الهندية في قطر بطلب من وكالة فرانس برس في إطار القانون الهندي حول الحق بالحصول على المعلومات، موضحة بالتفصيل عدد الوفيات في 2012 وفي الأشهر ال11 الأولى من 2013، وتظهر الأرقام أنّ 20 عاملاً هندياً كمعدل لقوا حتفهم كل شهر، فيما بلغ عدد الوفيات 27 حالة في شهر آب/أغسطس 2013، وسجّلت 237 حالة وفاة في 2012 و218 حالة حتى الخامس من كانون الأول/ديسمبر 2013، ولم تتضح ظروف هذه الوفيات كما أن السفارة لم تكشف عن مضمون المراسلات بينها وبين الحكومة الهندية حول الوفيات في صفوف العمال الهنود، وكان عضو اللجنة التنفيذية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) ثيو زوانزيغر أقرّ في 13 شباط/فبراير بأنّ وضع العمال الأجانب في قطر "غير مقبول" و"مرعب"، إلاّ أنّه رأى بأنّ سحب حق استضافة المونديال من قطر سيكون له مفاعيل عكسية، وكانت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية نشرت في نهاية أيلول/سبتمبر تحقيقاً حول وفاة 44 شخصاً بين حزيران/يونيو وآب/أغسطس في ورشة عمل في قطر، الأمر الذي نفته السلطات، ولا توجد أعداد دقيقة للهنود في قطر، إلاّ أنّ تقديرات تشير إلى أنّ عددهم كان بحدود نصف مليون شخص في نهاية 2012.

وكان تقرير آخر كشف أن أكثر من 400 عامل نيبالي لقوا حتفهم في مواقع البناء لكأس العالم في قطر، حيث قالت صحيفة أوبزيرفر أنّ التقرير أعدّته لجنة التنسيق النيبالية (برواسي) المدافعة عن حقوق الإنسان، والتي وضعت لوائح بأسماء العمال الضحايا باستخدام مصادر رسمية في الدوحة.وأضافت أن التقرير يثير ضغوط جديدة على السلطات القطرية والاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا للحد من تزايد الوفيات، والتي حذّر البعض من احتمال أن تصل حصيلتها إلى 4000 ضحية بحلول موعد نهائيات كأس العالم عام 2022، وأضافت أنّ العمال النيباليين يشكّلون 20% من القوة العاملة المهاجرة في قطر، والتي تضم أيضاً عمالاً جرى استقدامهم من دول مثل الهند وبنغلادش وباكستان وسريلانكا، وأثارت وفاة الكثير منهم أزمة في العلاقات العامة بين قطر وفيفا، وتثير الصحيفة  تساؤلات جديدة بشأن ظروف العمل في مواقع كأس العالم 2022، ومعاملة عمال البناء منذ فوز الدوحة باستضافة هذه البطولة، وقالت إن العامل النيبالي نوكا بير موكتان توفي في أكتوبر الماضي بسبب إصابته بسكتة قلبية مفاجئة حسب الرواية الرسمية، غير أنّ صور جثته أظهرت بأنه عانى من انهيار رئوي جراء سوء المعاملة، وأضافت الصحيفة أنّ جيم مورفي، وزير الدولة البريطانية لشؤون التنمية الدولية في حكومة الظل لحزب العمال المعارض شدّد على أنّ الناس يجب أن لا يموتوا من أجل كأس العالم أو أي حدث رياضي.

وتحدث العمال المهاجرون في تشرين الثاني/نوفمبر العام الماضي للحقوقيين من "Amnesty International " كيف يعاملونهم في قطر "كالقطيع"، ويرغمونهم على العمل 12 ساعة في اليوم وسبعة أيام في الأسبوع، بما في ذلك خلال أشهر حر الصيف الشديد.

وكان النواب الأوروبيون تبنوا في تشرين الثاني/نوفمبر قرارا أعربوا فيه عن "قلقهم" إزاء أوضاع العمال الأجانب في قطر، وعبروا عن خشيتهم من أن تبلغ نسبة الموت في أوراش العمل حدها الأقصى مع اقتراب المونديال.

 ودعا البرلمان الأوربي حينها "الشركات الأوروبية المنخرطة في تلك الأوراش إلى تحمل المسؤولية من خلال العمل على احترام القوانين الاجتماعية وكذلك قوانين الفيفا الذي يتعين عليه إرسال رسالة واضحة وقوية إلى قطر".

ميادين + ART+ جهات حقوقية ودولية