Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

مانديلا ينسينا اليوم العالمي لحقوق الإنسان

كل العالم يودّع أيقونة السلام والتسامح، يستحضر العرب صورة الزعيم الأفريقي بمرارة، بعد أن سرقت منهم ثوراتهم وسرق معها آخر رمق من كرامتهم وحلمهم في حياة أفضل. 
ويثير رحيل الزعيم الأفريقي نيلسون مانديلا في هذا الوقت تحديدا تساؤلات حول إمكانية تطبيق فكرة التسامح ونبذ الإقصاء السياسي في العالم العربي الذي بات الانقسام واضحا في دوله، لا سيما بعد ثورات الربيع العربي.
 العاشر من ديسمبر الذي أصبح يوماً عالمياً لحقوق الإنسان يُحتفل به سنوياً، وذكرى عزيزة على كل ذي ضمير حي مفعم بالمسؤولية تجاه نوعية الحياة التي يعيشها كل البشر دون استثناء.
فهذه الوثيقة؛ التي أنجزت في ظل أجواء الأمل والثقة في إمكانية البشرية في دحر الظلم والطغيان التي انبثقت بعيد الانتصار العظيم على الحلف النازي الفاشي، وما تركه ذلك من أثر على اللجنة العالمية التي كُلفت بصياغة البيان؛ يمكن تصنيفها ضمن أعظم الوثائق التي أبدع فيها العقل الإنساني، لما حوته من مبادئ وقواعد، تكفل للإنسان حين الالتزام بها وعدم السماح بتجاوزها، حياة كريمة خالية من الاضطهاد والقمع والتمييز والذل والقلق.
فلقد أيقظت تلك النظم الفاشية، (بممارساتها العنصرية واضطهادها الشرس للشعوب والأعراق الأخرى، والقمع الوحشي لمعارضيها سواء في داخل بلدانها أو في الأقطار التي احتلتها)، الضمير الإنساني، وأبانت له أهمية التصدي لمثل هذه العقائد، التي متى ما هيمنت على الحكم فأنها تدفع بالبشرية إلى حياة جحيمية يخيم عليها سبات جليدي لا فجر له، وتقضي على كل ما أنجزه الإنسان في مساعيه للوصول إلى حياة كريمة تليق به كأفضل وأكرم مخلوقات هذا الكوكب.
إن صدور هذا الإعلان عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لم يجعله قانوناً ملزماً لأعضائها، بل وحتى بعد صدوره وجدت بعض الحكومات والنظم السياسية التي جعلت من حياة شعوبها حياة ذل وهوان، يُقمع فيها كل متصدٍ للظلم والتمييز، وكل من ينشد الحرية والمساواة.
لقد ابتليت البشرية بمثل هذه النظم ومازالت، وعندما نتلفتُ يُمنة ويسرى، لا نستطيع غض الطرف عن تلك الصور البشعة التي ترسمها بعض هذه النظم والحكومات، ويلونها رجالها بدم ضحاياهم الذين سقطوا ومازالوا يسقطون في مقارعتهم لهذه النظم وأيديهم قابضة على رايات الكفاح من أجل الحرية والكرامة لشعوبهم.
وهنا تنبثق المسؤولية الفردية والجماعية التي يفرضها الواجب الإنساني في التصدي لكل نظام لا يلتزم بهذه بالمبادئ التي احتواها هذا الإعلان،وما تلاه من عهود ومواثيق دولية.هو الطريق نحو مراقبة فعلية لمدى صدقية تطبيق هذه المبادئ يتطلب أن تشرع كل الأبواب لجميع المدافعين عن حقوق الإنسان .
عبدو المسعودي

1 comments :

  1. بل هو يؤرخ لإنسان قضى نصف عمره مسلوب الحرية، وانتصر في الأخير لشعبه الذي ضحر أكبر وأعرق نظام عنصري بعد النظام الصهيوني في التاريخ المعاصر،وستظل ذكراه مقرونة بلا شك بهذا اليوم العالمي لحقوق الإنسان كتحدي للمضي قدما لنصرة قضايا الإنسان العادلة وفي نفس الوقت وضع قضية حقوق الإنسان على المحك وكشف الشعارات الزائفة للحكام والأنظمة أنما كانوا حول الإنسان وحكايته مع حقوقه المسلوبة

    RépondreSupprimer

التعليق على هذا المقال