في خطوة هي الأولى من نوعها، اتهمت منظمتا حقوق إنسان إسرائيليتين الدولة العبرية بارتكاب "إبادة جماعية" في غزة. والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يؤكد أن الأولوية القصوى هي إطعام الناس لأن هناك الكثير منهم "يتضورون جوعا".
وأفادت مصادر طبية في مستشفيات غزة بارتفاع عدد الشهداء إلى 65 منذ فجر اليوم، جراء نيران جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 23 من منتظري المساعدات.
في بيان مشترك، نددت منظمتا بتسيلم وأطباء لحقوق الإنسان الإسرائيليتان بتطوير "نظام إبادة جماعية في إسرائيل يعمل على تدمير وإبادة المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة".
وتنتقد المنظمتان سياسات الحكومة الإسرائيلية بشكل متكرر، لكن اللغة المستخدمة في مؤتمرهما المشترك لإعلان صدور تقريريهما هي الأكثر حدة. وقالت يولي نوفاك، المديرة العامة لمنظمة بتسيلم، في البيان "لا شيء يهيئُك لإدراك حقيقة أنك جزء من مجتمع ينفذ إبادة جماعية، إنها لحظة صعبة جدا بالنسبة لنا". وأضافت "كإسرائيليين وفلسطينيين نعيش هنا ونطلع يوميا على الإفادات والواقع، من واجبنا أن نقول الحقيقة بأوضح صورة ممكنة: إسرائيل ترتكب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين".
ومع استمرار الحرب في غزة وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية، تحذّر وكالات الأمم المتحدة من أن سكان غزة يعانون من سوء التغذية وتوشك المجاعة أن تفتك بهم. وخلصت محكمة العدل الدولية في حكم صدر مطلع 2024 في إطار دعوى رفعتها جنوب إفريقيا إلى "احتمال" أن تكون العملية الإسرائيلية في غزة انتهكت اتفاقية الأمم المتحدة لمنع ومعاقبة جريمة الإبادة الجماعية. وتنفي الحكومة الإسرائيلية، بدعم من الولايات المتحدة، التهمة بشدة، قائلة إنها تقاتل لهزيمة حماس وإعادة الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين في غزة.
لكن منظمتي بتسيلم وأطباء لحقوق الإنسان، وهما من أبرز المجموعات الحقوقية في إسرائيلية، تشيران إلى أن أهداف الحرب أبعد من ذلك. واقتبست بتسليم تصريحات صادرة عن كبار السياسيين لإظهار أن إسرائيل "تعمل بشكل منسّق وانطلاقا من نوايا واضحة من أجل تدمير المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة". ووثّق تقرير أطباء لحقوق الإنسان ما قالت المنظمة إنه "تفكيك متعمّد وممنهج للجهاز الصحي في قطاع غزة".
ترامب: الأولوية القصوى إطعام الناس في غزة
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الأولوية القصوى في غزة هي إطعام الناس لأن "هناك الكثير من الناس يتضورون جوعا"، مضيفا أنه لن يتخذ موقفا بشأن دولة فلسطينية في الوقت الحالي. وقال ترامب، متحدثا إلى جانب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجعه للغولف في تيرنبري باسكتلندا، إن الولايات المتحدة قدمت مساعدات إنسانية بقيمة 60 مليون دولار، وسيتعين على الدول الأخرى زيادة مساهماتها. وأضاف أنه ناقش هذه القضية مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين أمس الأحد، وأبلغته أن الدول الأوروبية ستزيد مساعداتها بشكل كبير. وذكر أنه يعتزم أيضا مناقشة الوضع الإنساني مع ستارمر خلال زيارته اليوم.
وأضاف ترامب "نقدم الكثير من المال والكثير من الطعام، والدول الأخرى تزيد مساهماتها الآن. إنها فوضى عارمة. يجب أن يحصلوا على الغذاء والأمان الآن". ووافق ستارمر على ذلك قائلا "إنها أزمة إنسانية، أليس كذلك؟ إنها كارثة بكل المقاييس... أعتقد أن الناس في بريطانيا يشعرون بالاشمئزاز مما يشاهدونه على شاشاتهم". وقال ترامب إنه لن يعلق على مساعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لدعم قيام دولة فلسطينية. وانتقد ترامب أيضا حماس، التي تصنفها بلاده والاتحاد الأوروبي وألمانيا ودول أخرى منظمة إرهابية، لعدم موافقتها على إطلاق سراح المزيد من الرهائن، بين أحياء وأموات، وقال إنه أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن نهج إسرائيل يجب أن يتغير على الأرجح.
واشنطن وتل أبيب تقاطعان المؤتمر الأممي الخاص بفلسطين والخارجية الأمريكية تقول إنه هدية لحماس
وأضافت الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة كانت قد صوتت ضد دعوة الجمعية العامة لعقد المؤتمر، مؤكدة أنها "لن تدعم أي إجراءات تقوّض التوصل إلى حل سلمي"، وفقًا للوكالة ذاتها.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تضم 193 عضوًا، قد قررت في سبتمبر من العام الماضي عقد المؤتمر في يونيو 2025، وحظي برعاية فرنسا والمملكة العربية السعودية، إلا أنه تم تأجيله بسبب المواجهة بين تل أبيب وطهران.
ويهدف المؤتمر إلى إعادة إحياء حل الدولتين. وكان وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو قد صرح في مقابلة مع صحيفة "لا تريبون ديمنش" بأن بلاده ستكون فاعلة خلاله لدفع دول أخرى للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وأضاف بارو: "سنطلق نداءً في نيويورك لكي تنضم إلينا دول أخرى لإطلاق ديناميكية أكثر طموحًا وتحديًا ستبلغ ذروتها في 21 سبتمبر"، أي في الاجتماع السنوي لقادة العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل.
وكانت تقارير قد أشارت إلى أن الإدارة الأمريكية وجهت رسائل تحذيرية إلى عدد من الدول تحثها على عدم حضور المؤتمر، وهددت بعواقب دبلوماسية للعواصم التي تقوم بـ"خطوات مناهضة لإسرائيل".
وتشهد العلاقة بين فرنسا وإسرائيل توترًا منذ إعلان الأولى نيتها الاعتراف بدولة فلسطينية. ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية، الأحد، أن القائم بأعمال السفير الفرنسي في تل أبيب تم استدعاؤه على ضوء هذا القرار إلى وزارة الخارجية الإسرائيلية.
ميادين + وكالات
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال