"نحن في مرحلة انتقالية ، حيث لم يعد العصر الرقمي عالما مظلمًا بل حركة ثورية في الصناعة العالمية مع تغيرات اقتصادية واجتماعية وسياسية.
هل نحن في نظام عالمي جديد؟ من منا لا يتساءل حول اذا كان هناك عصر جديد وفوائد للعمل عن بعد؟ هل سيكون مفيدا لصحتنا؟ كيف يمكن فصل الحياة الخاصة عن الحياة المهنية؟ هل العمل عن بعد نعمة أم عكس ذلك؟ بالطبع ، نعلم جميعًا أن وباء كورونا انتشر بسرعة كبيرة في جميع أنحاء العالم ، وهو السبب الجذري للحجر الصحي وللعمل عن بُعد.
ومع ذلك، فإن الدراسات الأخيرة حول الرقمنة قبل بضع سنوات كانت قد ركزت عن كثب حول الأشخاص والتطورالذي بدا يحصل علي ما يسمي "الهوم اوفيس" العمل من البيت بشكل افتراضي. أدى هذا التقدم التكنولوجي إلى توليد ديناميكيات رقمية، ذات صلاحيات اقتصادية وأخلاقية جديدة في شبكات الإنترنت ومنصاتها الخوارزمية.
و ظهر الفيروس فجأة، وكأنه سرع في تطور الرأسمالية الرقمية ، والسماح بسياسة تجارة عالمية وفق تقنيات اتصال متطورة. الآن وبعد أن ترسخ العمل عن بُعد على الفور، دعنا نكتشف ما إذا كان قد جعل الحياة أسهل للأشخاص في جميع أنحاء العالم.
من المؤكد أن العمل عن بعد، سيجعل من الممكن تنظيم التفاوتات الاقتصادية ومنح وصول كبير للشباب، خاصة في دول العالم الثالث التي لا تزال تحت تأثير الانظمة الديكتاتورية. كما ان الشباب أكثر قدرة على فهم العمليات والمعايير المتعلقة بنماذج البنية التحتية الرقمية، وفك تشفيرها بشكل أفضل. بالنسبة للنساء، سيسمح العمل عن بعد لهن بإدارة البيت بطريقة مرنة ورعاية أطفالهن بشكل افضل.
ماذا لو أظهرت الإحصائيات الجديدة أن الأشخاص الذين يقومون بعملهم في المنزل يعملون أكثر مما يفعلون عندما يتعين عليهم الذهاب إلى المكتب كل يوم؟ لذلك فهو يسمح بأداء جديد ومزيد من الاجتهاد والجهد.
الآن، لا داعي للتوتر كل صباح في معوقات وسائل النقل ، أو عناء النظر إلى الساعة كل 20 دقيقة للتأكد من وصولنا إلى المكتب في الوقت المحدد. ومع ذلك، لا ينبغي للمرء أن يخلط بين حياته المهنية وحياته العائلية أيضًا. و صحيح ايضا أن العمل من المنزل أكثر راحة وأقل إجهادًا. ببساطة ، من الضروري معرفة عمل المنصات النظامية و كيفية إدارتها على المستوى الدولي.
لا ننسى ممارسة بعض التمارين قبل بدء العمل ، وبين استراحة القهوة والغداء.
كما ان المشي بعد العمل، يتيح لنا بالانفصال بشكل أفضل عن العمل والاستمتاع بالحياة الأسرية. وتقول الابحاث مؤخرا، ان معظم الناس التي صارت تعمل من البيت قد تكيفت جيدًا مع هذا الوضع ولا ترغب حتي في التوقف عن العمل عن بُعد بأي شكل من الأشكال.
من الضروري الحفاظ على الخصوصيات والراحة وإيقاع الحياة النوعية. بين فترات الراحة ، يمكننا الاسترخاء على الاريكة وإغلاق عيوننا والانغماس في التأمل حيث يساعد ذلك على تقليل التوتر وافراز طاقات إيجابية جديدة.
كما ان تمارين الاسترخاء والتنفس، تساهم في الحصول علي الراحة والتحفيز، والتركيز وكذلك الدافع للعودة إلى العمل. بعد العمل، من الضروري الانفصال عن العالم المهني واستئناف الحياة الخاصة بنا تمامًا كما نفعل لما نبدا العمل وننفصل من الحياة الخاصة . ومن اجل النجاح في الابتعاد عن العمل بعد اوقات العمل، من الضروري إنشاء مساحة مخصصة للعمل المكتبي في المنزل حتى لا نشعر أننا لم نغادر المكتب.
الأفضل هو أن يكون لدينا غرفة منفصلة للعمل ، وإن لم يكن ذلك ممكن، علينا ان نحاول وضع فصل بين المكتب وغرفة المعيشة لأن ذلك يساعد على تنظيم الخصوصيات بشكل أفضل. إلينا كيفية الاستعداد النفسي للعمل الجديد عن بُعد، والحفاظ على التوازن بين الحياة المهنية والحياة الخاصة:
-إنشاء مكان عمل مشرق مع امكانية تهوئة جيدة و نظام جيد وعملي لتنظيم الملفات قبل وبعد العمل؛
-وضع قواعد العمل الخاصة بنا بالاتفاق مع أفراد الأسرة ، حتى لا يتم إزعاجنا أثناء العمل
-تحديد خطة عمل وجدول أوقات لبدء العمل ونهايته، بالإضافة إلى أوقات استراحة القهوة؛
-تحديد دقيق للأنشطة حسب الأولوية، حتى لا نتجاوز وقت العمل على حساب الحياة الخاصة والقيام بإدارة جدول العمل بشكل أفضل.
النقطة المهمة هنا تتمحور حول إنجاز المهام في الوقت الأمثل، دون المساس بالخصوصيات. ليس فقط الاستعداد للعمل ، ولكن أيضًا أن نتحرر من الانشغال بعد العمل. بمجرد انتهاء يوم العمل ، لا يوجد سبب للبقاء على اتصال بمنصات العمل مما عقد العمل وبما يتوافق مع الحقوق الأساسية للموظف..
الانتباه فما ينصه لذلك علينا الاطمئنان بان العمل عن بعد، يمكن ان يكون مفيد لصاحب العمل والموظف. وبالتالي ، فإن العمل في المنزل هو راحة تزيد من إنتاجية العمل ، في نفس الوقت الذي يرضي فيه الموظف الذي يقوم بعمله من مكتب المنزل.
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال