إسقاط ثلاث طائرات إسرائيلية مسيّرة بواسطة أنظمة دفاع جوي متطورة للغاية يمتلكها محور المقاومة في كل من لبنان وقطاع غزة، واحدة في جنوب لبنان واثنتان في قطاع غزة.
فلطالما تغنّت إسرائيل بتفوقها العسكري وبأنّ طائراتها المسيرة والحربية كانت تسرح وتمرح في المنطقة دون رادع، تُرى من أين جاءت هذه المنظومات المتطورة؟ وكيف وصلت إلى المقاومة؟
في البدء لا بد من القول بأنّ اسقاط ثلاث طائرات على مدى ثلاثة أيام متتالية ينفي فرضية الصدفة. فليست الصدفة من أسقطت طائرات ثلاث، بل هي أسلحة متطورة حصلت عليها المقاومة من إيران. بلا شك هي إيران من زودّت محور المقاومة بهذه الأنظمة، لما لإيران من باع طويل في تصنيع الأسلحة محلياً.
لفترة من الزمن ظنت إسرائيل بأنّ طائراتها يمكن أن تضرب في أي مكان في منطقة الشرق الأوسط، وبالفعل فالطائرات الإسرائيلية لطالما حلقّت واخترقت الأجواء في كل من لبنان وسورية والعراق وفلسطين. ولكن في ذات الوقت كان هناك مجموعة من الشباب المسلم في محور المقاومة وإيران تعمل على تحليل البيانات ومعالجة الطائرات الإسرائيلية والأمريكية التي تسقط هنا وهناك للوصول إلى الشيفرة الخاصة بهذه الأسلحة المتطورة.
لقد بلغ التطور التقني الإيراني في هذا المجال حداً استطاعت إيران فيه إلى أن تسيطر على طائرات أمريكية مسيرة حلقت في أجوائها، ولم تستخدم في ذلك أنظمتها الصاروخية وإنما استخدمت الذكاء الاصطناعي والهجمات السيبرانية، ففي عام 2018 حلقت طائرة من دون طيّار فوق الأجواء الإيرانية وقامت القوات الإيرانية بالدخول إلى النظام الالكتروني لهذه الطائرة وقامت بإجبارها على الهبوط تم نقلها بسرعة إلى مكان آمن. ثم ما لبثت إيران في يونيو من عام 2019 أن أطلقت صاروخ من منظومة دفاع جوي متطورة للغاية لتقوم بإسقاط طائرة “آر كيو غلوبال هوك” وهي تعتبر فخر الصناعة العسكرية الأمريكية. وكذلك قامت القوات الإيرانية بمسح هذه الطائرة والتعرّف على أنظمتها الإلكترونية.
اليوم وبعد عام ونيّف تقريبا على إسقاط الطائرة الأمريكية ها هي قوات محور المقاومة تُسقط ثلاث طائرات على مدى ثلاثة أيام متتالية، وبالتأكيد فإن هذه الأنظمة الدفاعية تمّ تطويرها في إيران وتم نقلها إلى كل من لبنان وفلسطين ومن يدري فقد تترصد هذه الأنظمة الطائرات الإسرائيلية في الأجواء السورية.
من جهة أخرى فيبدو بأنّ تحركات محور المقاومة هذه قد قلبت المعادلات الإسرائيلية كاملةً. فبعد أن هدد رئيس الأركان الإسرائيلي بضرب إيران، عادت إسرائيل عن هذه التصريحات ووصفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” أن تصريحات رئيس الأركان صدرت عن “الشخص غير الصحيح في توقيت غير صحيح”.
من جهتها فإنّ إسرائيل تدرك جيداً ومنذ أعوام طويلة بأنها غير قادرة على شنّ أي حرب ضد إيران. ومذكرات الرئيس السابق “بيريز” أقوى دليل على ذلك حين كتب بأنه أقنع نتنياهو بالعدول عن خيار الحرب مع إيران في عام 2015، لإن الحرب ضد إيران سيكون كارثياً. وبعد فشل الجهود الإسرائيلية (والتي اقتصرت على التهديدات) يتوجه رئيس الموساد في مهمة شبه مستحيلة إلى الولايات المتحدة في مسعى منه لثني إدارة بايدن عن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران. بينما تستمر إيران وبكل قوة بنصب أجهزة طرد مركزي جديدة في مفاعلاتها النووية باعثة برسالة واضحة إلى كل من إسرائيل وحلفائها بأنّ هناك دولة مسلمة تمتلك كل المهارات والأسلحة القادرة على هزيمة إسرائيل.
أخيراً، إن وصول أنظمة متطورة إلى محور المقاومة يرسل رسالة واضحة للكيان الصهيوني بأنّ أراضينا العربية لم تعد مرتعاً للعربدة الإسرائيلية. كما تُذكرّ الإسرائيليين بأن شن ضربة عسكرية ضد إيران سيواجه بحرب شاملة لا تبقي بعدها ولا تذر. كما يمكن استخلاص رسالة ضمنية للمهرولين نحو التطبيع مع إسرائيل فحواها:
“من كنتم تتطلعون لأن يقوم بحمايتكم (من عدو وهمي صنعتموه بأنفسكم) يحتاج اليوم لمن يحميه”.
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال