Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

فخامة الرئيس أردوغان بين تضخم الذات وكراهية الآخر

تواصل السلطات التركية حملاتها ضد وسائل الإعلام والنخب السياسية والثقافية في تركيا بحجج كثيرة، على رأسها إهانة الرئيس. بل وتصل أحيانا إلى تهمة قلب نظام الحكم.
قناة "خبر تورك" الفضائية ذكرت أن وحدة مكافحة الإرهاب التابعة لمديرية أمن إسطنبول، ألقت القبض على 25 طالبا بجامعة "معمار سنان" للفنون الجميلة بإسطنبول، وفقًا للتعليمات الصادرة من المدعي العام الجمهوري.
والتهمة، أو التهم، التي تم توقيف هؤلاء الطلبة بسببها هي "إجبار زملائهم على مقاطعة المحاضرات وتهديد الطلبة الراغبين في مواصلة التعليم". لكن السبب الحقيقي وراء اعتقال هؤلاء الطلبة هو رفعهم شعارات خلال تجمع طلابي ضد سياسة حكومة حزب "العدالة والتنمية" الإسلامي المحافظ، التي تمسك بمقاليد السلطة في البلاد منذ عام 2002.
المثير للتساؤلات أيضا أن الشرطة التركية قامت يوم الثلاثاء 5 أبريل/ نيسان الحالي، باعتقال رجال أعمال وأساتذة ومسؤولين عن جمعيات خيرية، في خطوة تؤكد استمرار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان باستهداف من يعتبرهم حلفاء خصمه اللدود فتح الله جولن.
وقالت وسائل إعلام حكومية تركية: إن "الشرطة اعتقلت 68 شخصا خلال عملية واسعة ومنسقة في 22 محافظة، في إطار 7 تحقيقات مختلفة دون أن تحدد طبيعة هذه القضايا والاتهامات التي يواجهها الموقوفون". هذه العمليات جرت بعد إصدار مذكرات توقيف بحق 120 شخصا، من بينهم رجال أعمال وأساتذة ومسؤولون عن جمعيات خيرية، وحملات الاعتقال لا تزال مستمرة ضد من يشتبه بانتمائهم إلى شبكة غولن.
كل هذه الإجراءات تأتي بعد أن شنت السلطات التركية حملة اعتقالات وفصل لأساتذة الجامعات والمعاهد المعارضين لسياسات حزب إردوغان الإسلامي المحافظ وتوجهاته إزاء القضايا الإقليمية، وبالذات في ما يتعلق بالأزمات في دول الجوار.
لقد تمكنت حكومات حزب "العدالة والتنمية" خلال 14 عاما من تقليص سلطة الجيش. وبوصول إردوغان إلى السلطة، تمكن من القضاء على سلطة المؤسسة العسكرية تماما، ودفع بعدد ضخم من العسكريين إلى محاكمات بتهمة قلب نظام الحكم، والتجسس على بيته ومكتبه. أي أصبح إردوغان السلطة المطلقة في البلاد، وخاصة بعد أن نجح في تغيير الدستور وتحويل تركيا إلى جمهورية رئاسية.
الآن، وفي ظل التحولات التاريخية في المنطقة، لا يحتمل إردوغان أي نقد أو معارضة. وبالتالي، لا يمر يوم في تركيا إلا وهناك فضيحة تتعلق بالديمقراطية وحرية الكلمة والحريات الشخصية. بل وتصل الأمور إلى توجيه إهانات للمرأة التركية والاعتداء على مكاسبها، ومكاسب الأقليات الدينية والعرقية. الأمر الذي بات يهدد الدولة التركية من جهة، وينعكس على الدول المجاورة من جهة أخرى.
أشرف الصباغ

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال