Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

السبب الحقيقي الذي لم يخرج للعلن حتى الآن لزيارة الملك سلمان لمصر.. محاولة روسيا للحصول على وجود من نوع ما في تيران و صنافير

من المرجّح أنْ روسيا طلبت من مصر أن يكون لها وجود من نوعٍ ما في جزيرتي تيران وصنافير.  يُرجّح أيضاً أن الرئيس السيسي (الذي يعتبر نفسه ملك المشهد في مصر لدرجة أن الكثيرين في مصر وخارجها يصفونه (بأنه مصر  مصر هو) طلب من الرئيس بوتين أن يمهله بعض الوقت للنظر في الطلب الروسي.  يشاع أن السعودية عرفت من معلومات إستخباراتية عن الطلب الروسي من مصر.  هذا الأمر الخطير جعل الملك سلمان يقوم بزيارته (القنبلة) إلى القاهرة الأسبوع الماضي.

إذن، هذا هو السبب الحقيقي.  السعودية لديها حسب تصريحات وزير خارجيتها وثائق رسمية تعود إلى عهد الملك فاروق، تؤكد أن جزيرتي تيران و صنافير هما جزيرتان سعوديتان، فضلاً عن أنهما تقعان في المياه الإقليمية السعودية.

السعودية حسب كثير من المحللين لديها الهواجس الأمنية قوية. فهي دخلت الحرب في اليمن بعد أن استنفدت كل الوسائل السلمية مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحليفه الحوثي.  بالمناسبة، علي عبدالله صالح من أعانه على الإنقلاب على العقيد إبراهيم الحمدي الذي يصفه الكثير من أهل اليمن بأنه وطني نظيف.

كذلك، السعودية وحلفاؤها في مجلس التعاون العربي الخليجي، هم من أثروه وجهلوه ذا سلطة وثروة. أكثر من هذا، عندما تعرض لحادثة الإغتيال وتعرض على إثرها للحرق، هبت السعودية لعونه و قامت بعلاجه حتى تعافى.  بَيْدَ أنه قَلَبَ للسعودية ظَهْر المِجَن، و تنكر لصنيعها معه. السعودية تعتبر اليمن خنجراً في خاصرتها، ومن حقها كما يقول كثير من اليمنيين أيضاً، أن تدافع عن أمنها، كأي دولة في العالم.  إستعادة السعودية لجزيرتيها اللتين أعارتهما لمصر في أعقاب حرب 73، تدخل في إطار دفاعها عن أمنها الوطني والقومي والجيوإستراتيجي.  لو أن روسيا حصلت على وجود من نوع ما في الجزيرتين، سيعني وجوداً لحليفها الإقليمي في الحرب في سوريا، و هو ما تعتبره السعودية خنجراً آخر لا يقل خطورة عن الخنجر اليمني.

روسيا إستغلت حرج مصر من تفجير طائرتها المدنية فوق سيناء بعد إقلاعها من مطار شرم الشيخ، و الإشتباه في تورط جهة أجنبية بالتعاون مع جهة داخلية، فبدأت تساوم المصريين على سيادتهم.  طلبت من مصر مساحة ٢ مليون متر مربع في منطقة الطبعة بدعوى إنشاء مصانع، كتغطية على الهدف الحقيقي و هو إقامة قواعد عسكرية، و وافقت مصر.  أما أن يكون لها وجود في الجزيرتين السعوديتين تيران و صنافير، فهو الخط الأحمر للسعودية.  أما الجسر و المصالحة مع الإخوان و غيرهما من إتفاقيات فهي مجرد أسباب ثانوية، و إنْ كانت قد قلبت كل المعادلات في داخل مصر، مما جعل خلفاء الرئيس السيسي ينقلبون عليه إحتجاجاً على الموافقة على بناء الجسر بالتحديد.  من هؤلاء المصريون حلفاؤه في أمريكا و معظمهم من الأقباط، من أمثال الدكتور مجدي خليل.

الكثيرون في السعودية و مصر يقولون:  إن مصر-السيسي كانت أكثر إنبطاحاً أمام السعودية في عهد الملك عبدالله، يرحمه الله؛ لدرجة أن الملك عبدالله إستقبل رئيس مصر على متن طائرته و هي جاثمة في مطار القاهرة الدولي، و لم يجلسه إلى جانبه باعتباره رئيس دولة، و إنما أجلسه في المكان الخاص بالوفد السعودي.  كان بإمكان السعودية لو أرادت أن تستردّ الجزيرتين تيران و صنافير و تأخذ شرم الشيخ و الإسكندرية و مرسى مطروح.  في عهد الملك سلمان مصر السيسي أقل إنبطاحاً، و رغم ذلك إستردت جزيرتيها بمجرد أنها عرفت بالطلب الروسي و الضغط الروسي على مصر لمنحها وجوداً من نوع ما في تيران و صنافير.

 أ.د. علي الهيل - أستاذ جامعي و كاتب قطري

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال