Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

افرضوا علينا المزيد من الضرائب قبل أن يفوت الأوان

 

"افرضوا ضرائب علينا نحن الأغنياء، افرضوها الآن"، هي فحوى رسالة موقعة ومفتوحة من أصحاب الملايين والمليارديرات فاحشي الثراء وجهوها للمنتدى الاقتصادي العالمي(دافوس) ولزملائهم يطالبونهم ويطالبون الحكومات في العالم بفرض ضرائب عليهم "لتصحيح أخطاء عالم غير متكافئ يضخّم ثروات الأغنياء إلى ما لا نهاية، في عالم يزداد فيه الأغنياء غنى والفقراء فقرا"

هؤلاء 121 من المليونيرات والمليارديرات وضمنهم "أبيجيل ديزني"(منتجة أفلام أمريكية ) ،والدانماركي/الإيراني "جعفر شالتشي" ،ورجل الأعمال الأميركي "نيك هاناور " ،والممثل البريطاني "سيمون بيج" ، وموسيقارالجاز الأمريكي "رون كارتر،و"دافيد لي" لاعب كرة السلة الأمريكي وغيرهم ،ينتمي هؤلاء الأثرياء إلى تسعة دول وأغلبهم من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وكندا ،إذ يطالبون الحكومات وقادة العالم بفرض ضرائب سنوية دائمة على ثروتهم لمعالجة الهوة الكبيرة بين الفقراء والأغنياء ولتغطية آثار جائحة كوفيد 19 .

ورد في التقرير الأخير لمنظمة أوكسفام الصادر شهر أبريل الماضي أن فرض ضريبة بنسبة 2٪ سنويًا على أصحاب الملايين، و5٪ سنويًا على أصحاب الملايير يمكن أن يوفر 2.52 تريليون دولار سنويًا، وسيكون هذا المبلغ كافياً لـ:

- انتشال 2.3 مليار شخص من براثن الفقر

- صنع لقاحات كافية للعالم كله

- توفير الرعاية الصحية الشاملة والحماية الاجتماعية لجميع مواطني البلدان الفقيرة والمتوسطة الدخل لما قدره (3.6 مليار نسمة).

وكشفت منظمة أوكسفام في نفس التقرير التمحور حول عدم المساواة العالمية، "أن ثروات المليارديرات حول العالم زادت خلال 19 شهرًا من انتشار جائحة كوفيد أكثر مما كانت عليه في العقد الماضي.

وتضيف نفس المنظمة أنه منذ بداية الوباء في يناير 2020 أضاف العالم مليارديرًا جديدًا كل 26 ساعة، بينما وقع 160 مليون شخص في براثن الفقر.

في فرنسا مثلا، من مارس 2020 إلى أكتوبر 2021 زادت ثروات المليارديرات بنسبة 86٪ ،في حين أنه لم ينضم من فرنسا لحد الآن أي مليونير أو ملياردير لهذه الحملة.

"برنارد أرنو" الرئيس التنفيذي الفرنسي للشركة العالمية للألبسة الفاخرة قٌدرت تروثه قبل جائحة كوفيد19 ب 67 مليار يورو ، ووصلت اليوم إلى 163 مليار يورو.

وفقًا لحسابات المنظمة ، فإن 26 مليارديراً يمتلكون ما تمتلكه نصف البشرية الأشد فقراً والبالغ عددهم حوالي 3.8 مليار شخص أي ما يقرب من 50٪ من البشر الذين يعيشون على أقل من خمسة يورو في اليوم.

ويمتلك المليارديرات البالغ عددهم 2660 مليارديراً في العالم الآن ثروة تعادل الناتج المحلي الإجمالي للاقتصاد الصيني.

أن يصرخ الأثرياء الكبار أن ثروتنا قد زادت أثناء الوباء ، وأننا لاندفع نصيبنا العادل من الثروة وأن الحكومات ترفض أن تفرض علينا ضرائب جديدة ، وأن بعض المليارديرات لا يؤدون الضرائب ، مثلا لم يدفع "جيف بيزوس" مؤسس أمازون وأغنى رجل في العالم ضريبة الدخل الفيدرالية خلال سنوات 2007 و 2011، ولم يدفع وريثه "إيلون ماسك" سنتا واحدًا في عام 2018 ، وأن الأغنياء يهربون أموالهم للملاذات الضريبية.

هذه الأسباب وغيرها اعتراف والاعتراف سيد الأدلة، وهي كما يٌقال وشهد شاهد من أهلها أن الرأسمالية المتوحشة تخدم حفنة من المليارديرات وتركز الثروة في يد المضاربين والممولين، وعندما تسوء الأمور مثلما حدث في أزمة 2008 فإن الحكومات تضخ المليارات من أموال دافعي الضرائب لفائدة هذه الأقلية المضارباتية.

تقول "جيما ماكجو" امرأة أعمال البريطانية ومؤسسة فرع "المليونيرات الوطنية" في المملكة المتحدة:

" في عالم أصبحت فيه الضرائب غير عادلة، لماذا يجب أن يثق الناس ؟ لماذا يٌطلب فقط من الفقراء دفع فاتورة أزمة كوفيد وتحملهم لنقص الاستثمار في الخدمات الاجتماعية ، بينما يرى الأغنياء أن ثروتهم تزيد في الارتفاع، من أجل رفاهنا جميعًا أغنياء وفقراء ،حان الوقت لتصحيح أخطاء عالم غير متكافئ، حان الوقت لفرض الضرائب على الأغنياء".

وقالت "جيني ريكس" الناشطة العالمية لتحالف مكافحة عدم المساواة: "الحقيقة هي أنه بينما يواجه الفقراء صراعاَ يومياَ للبقاء على قيد الحياة خلال هذا الوباء، فإن ثروة المليارديرات خرجت على نطاق السيطرة، هذا لا يمكن أن يكون عادلا، الأزمات المتعددة التي نواجهها من عدم المساواة في اللقاحات إلى انهيارالمناخ لا يجب أن تمر هكذا، لقد أظهر لنا دافوس لسنوات أن النخب لا يمكنها ولن تنهي فيروس عدم المساواة الذي ساعد في خلق وبناء ثرواتهم على ظهركوفيد19 "

أو لم يقل "كارل ماركس" «هناك طريقة واحدة فقط لقتل الرأسمالية، الضرائب ، الضرائب والمزيد من الضرائب».

                                                                    الهيموت عبدالسلام

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال