Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

آراء مغاربية | حذار كلما دخلت اسرائيل منطقة الا وكان الخراب… قراءة في تصريحات لعمامرة وردود العثماني تؤكد ان العلاقات بين المغرب والجزائر قدر محتوم

 حصل ما لم يكن يجب ان يحدث و اعلنت الجزائر قطع العلاقات مع المغرب المجاورفي خطوة متناقضة مع التاريخ و الجغرافيا ومع كل  الجذور والروابط الانسانية والثقافية و الاجتماعية و مع مقتضيات الطبيعية التي رسمت الحدود المغاربية و منحت المنطقة خصوصيتها الاستثنائية في شمال افريقيا و في المتوسط …

صحيح ان القرار الذي اعلنه وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمارة لم يكن الاول من نوعه فقد سبقته قرارات مماثلة  في ازمات و خلافات بين البلدين و لكن كانت القطيعة في كل مرة عابرة و هذا ما يجب ان يحدث هذه المرة ايضا …

فلا المغرب يمكنه الاستغناء عن الجزائر و لا الجزائر يمكنه الاستغناء عن المغرب ولا كل المنطقة تحتمل هذه القطيعة و تداعياتها ..ولهذا السبب وغيره ايضا فقد كان من المهم عدم الانسياق وراء مزيد تاجيج  الفتن والاستفزازات و ردود الافعال السلبية اعلاميا و سياسيا.

 فليس سرا اليوم ان للازمة بين المغرب و الجزائر وجه ظاهر واخر خفي و ان تداعياتها لن تكون عابرة في حال استمر الوضع على حاله فليس سرا انه كلما تواجدت اسرائيل في منطقة من العالم العربي الا و كان لا بد من توقع الاسوأ والاكيد ان للتطبيع المستجد بين الرباط و تل ابيب تداعياته و حساباته خاصة بعد اختراق اسرائيل للاتحاد الافريقي و حصولها على منصب عضو مراقب رغم استياء و معارضة عديد الاطراف ..

صحيح ان هناك مساعي ووساطات  سجلت على اكثر من جانب  سواء من جامعة الدول العربية التي دعت الى ضرورة حل الازمة بين المغرب و الجزائر سلميا او كذلك من التعاون الاسلامي و لكن في الحالتين فنحن ازاء منظمات اقليمية صورية لا تاثير لها في الازمات الصعبة و المعقدة و لا دور لها في استباق المخاطر او الحد منها و هذا ما حصل في ازمات سابقة تحولت لاحقا الى كوارث مستمرة في العراق و سوريا و لبنان و ليبيا في غياب موقف او دور عربي او مغاربي فاعل …

-عودة الى جذور الازمة

وبالعودة الى جذور الازمة القديمة الجديدة بين المغرب و الجزائر فقد كانت الاشارات من الجانب الجزائر تؤكد ان اعلان القطيعة مسالة وقت بعد اتهامات الجزائر للمغرب بالوقوف وراء سلسلة الحرائق التي اجتاحت الجزائر في الايام القليلة و التي اردفتها باتهامات الى الكيان الاسرائيلي بالمشاركة في تاجيج حركات انفصالية في القبائل

على أنه من المهم الاشارة الى الموقف الهادئ و البعيد عن التشنج للمغرب حيث قال رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني في اول تصريح له  “إن عودة العلاقات بين المغرب والجزائر قدر محتوم وضروري.”قبل ان يضيف ان المغرب مستعدة لحوار بدون شروط

مع الجزائر, و اضاف العثماني ان المغرب  يعتبر استقرار الجزائر وأمنها من استقرار المغرب وأمنه، واستقرار المغرب وأمنه من استقرار الجزائر.

في المقابل رفضت المغرب المبررات الجزائرية لقطع العلاقات، فيما قالت وزارة الخارجية المغربية: سنتصرف بحكمة ومسؤولية لتطوير العلاقات المغاربية.

العثماني اضاف بقوله “في رأيي الشخصي أن بناء الاتحاد المغاربي وعودة العلاقات إلى طبيعتها بين الجارين المغرب والجزائرهو قدر محتوم وضروري تمليه أولا وقبل كل شيء المصالح المشتركة وبناء المستقبل المشترك وتمليه التحديات الكبرى التي يعيشها عالم اليوم، التي تنبني على تجمعات إقليمية قوية ذات مصالح مشتركة”.”

 لعمامرة يرد على شروط إعادة العلاقات الجزائرية المغربية..

المثير ان الرد الجزائري على التصريحات الرسمية المغربية لم يتاخر كثيرا و جاء  على لسان لعمامرة وزير الخارجية الجزائري و الديبلوماسي المخضرم العائد الى المشهد السياسي بعد الانتخابات الجزائرية و هو ما يعني ان الحوار حتى و ان كان عن بعد لا يمكن ان يتوقف بين المغرب و الجزائر و انه مستمر حتى و ان تم اعلان القطيعة رسميا لانها و بكل بساطة غير قائمة شعبيا لعدة اعتبارات اكبر و اهم من ان يتم استعراضها او رصدها في هذه السطور .

و عبر حوار التصريحات كشف ، رمطان لعمامرة، شروط إمكانية إعادة ربط العلاقات الجزائرية المغربية من جديد، مؤكدا أن الجزائر إضطرات إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بعد نفاد صبرها.وقال لعمامرة: “لا يسعدنا إطلاقا أن نصل إلى مرحلة قطع العلاقات الدبلوماسية مع الجارة المغرب”، مضيفا “أن الجزائر هذه المرة اضطرت إلى أن تقطع العلاقات بعد نفاذ صبرها وذلك وبعد أن انتظرت فترة طويلة أن يعود ويسود العقل والإحتكام إلى القواعد والأعراف الدولية المعروفة,  وأضاف أن “الجزائر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قوى دولية كبيرة ومؤثرة دفاعا على مبادئ واستعدادا للتضحية بالمصالح”، مؤكدا أن “الجزائر ستدافع عن مواقفها لأن مواقفها عادلة وموضوعية”.واختتم ، قائلا: “لا أقول أي شئ قد يعتبر تكهنا بما قد يحصل غدا أو بعد غد، وأكتفي بالقول إن الموقف الجزائري جاء في أوانه وجاء بعد تحليل وتفكير وجاء من باب المسؤولية وليس بناء على عواطف أو مواقف أخرى”.و هو ما يعني ان لعمامرة ترك ابواب   الصلح مفتوحة  و يرفض بالتالي ان يلعن المستقبل او ينساق وراء ما لا يمكن اصلاحه لاحقا و في ذلك ما يعزز القناعة بان لكل ازمة حل و ان للخلاف بين المغرب و الجزائر مسار سيتعين المرور به لتجاوز الازمات العالقة سواء ما سبق او ما لحق …اذ تبقى قضية الصحراء الغربية العنوان الابرز للخلاف المتواصل منذ عقود و هو خلاف كلف البلدان كما كلف دول المنطقة الكثير من الفرص و اجهض الكثير من الاحلام و عطل الكثير من المشاريع والاستثمارات في منطقة تزخر بالطاقة الشابة التي تبحث عن البدائل من خلال التكامل الاقتصادي و العلمي و المعرفي و الثقافي و الرياضي الذي يرفض ان يتحقق في الفضاءالمغاربي الموبوء و الذي زادته الازمة المستمرة في ليبيا منذ عقد من الزمن جمودا على الجمود الحاصل و احباطا على الاحباط المنتشر …

وزير الخارجية الجزائري لعمامرة كان كشف خلال ندوة صحفية اول امس الثلاثاء ، قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع المملكة المغربية، متهما المغرب بتنفيذ ما وصفه بـ”الأعمال الدنيئة” ضد الجزائر، مضيفا: “عداء المغرب ممنهج ومبيت”..

-العلاقات بين الشعوب اقوى من كل الحكومات والانظمة

الواقع و رغم ان الحدود بين المغرب و الجزائر مغلقة منذ نحو عقدين و لكن العلاقات بين البلدين لم تتوقف و التقارب بين المغاربة و الجزائر لا يقبل التشكيك بما يعني ان العلاقات بين الشعوب اقوى و ابقى من الانظمة و الحكومات وو ان القيادات تمضي و الاوطان باقية   ..

لعمامرة حمل المغرب مسؤولية  حرائق الغابات التي شهدتهافي المدة الاخيرة واعتبرت الجزائر انها من تدبير جماعات وصفتها بأنها إرهابية، بينها الحركة من أجل تقرير مصير منطقة القبائل (ماك)، والتي تسعى لاستقلال منطقة القبائل.

والارجح ان لتصريحات ديبلوماسي مغربي في نيويورك كان دعا الى منح سكان القبائل حق تقرير المصير سبب وراء غضب الجزائر التي يمكن ان تعتبره محاولة لاستهداف وحدتها الترابية و اختراق سيادتها وتماسكها ..

الاكيد ان في ظهور الازمة بين المغرب و الجزائر في ظل التحولات والتطورات المتسارعة التي تعيش على وقعها المنطقة بدءا  بملف التجسس الاسرائيلي بيغاسيسي مرورا بتحركات التنظيمات المسلحة في ليبيا  و التهديدات الامنية لتونس ما يستوجب الكثير من الحكمة في التعاطي مع كل المخاطر و التهديدات القائمة التي قد تستهدف الجزائر كما قد تستهدف المغرب او تونس او أي بلد من البلدان المغاربية ..الازمة اذن حقيقية و التوتر قائم و سيكون من السذاجة الاعتقاد اننا ازاء سحابة صيف عابرة و لكن للديبلوماسية ضوابطها و دروسها و تجاربها التي تتفق فعلى ان “ما اتسع الامر اذا ضاق “

والاكيد ان منح الكيان الاسرائيلي صفة مراقب في الاتحاد الإفريقي خطأ جسيم و اختراق ما كان ليحدث لولا قبول دول من الاتحاد الافريقي بالامربعد نجاح اسرائيل في العبور الى العواصم الافريقية و التغلغل في القارة و اقامة علاقات ديبلوماسية مع 46 بلدا افريقيا و هو ما يمكن اعتباره تطبيع مجاني دون ان يسجل في المقابل أي تقدم في مسار القضية الفلسطينية و الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ودون ادنى اعتراف من جانب سلطة الاحتلال بالقوانين الدولية ..و كان موقف لعمامرة و الموقف الجزائري واضح في هذا الشأن و اعتبار ان القرار لا يحظى بالتأييد المطلوب من طرف عدد كبير أعضاء الاتحاد الافريقي…

 -ونصيب تونس من المسؤولية

وفي انتظار ما ستؤول اليهتطورات الاحداث بين المغرب و الجزائر في قضية لا تقبل الحياد السلبي و تحتاج الى الكثير من الحكمة و الديبلوماسية لاطفاء لهيب الفتنة و سحب البساط امام المراهنين على اشعال المنطقة و استهداف دول شمال افريقيا من الجماعات الارهابية المسلحة فان الاكيد أن للديبلوماسية التونسية دورها في اجهاض ووأد ما يتم طبخه في المنطقة من كل الاتجاهات .. لعمامرة، قال ايضا في تصريحاته اول امس أن أمن واستقرار تونس مهدد من طرف حركات إرهابية سواء كانت تونسية أو حركات متواجدة في المنطقة خاصة على التراب الليبي., كشف أن  الزيارات المتكررة لتونس مؤخرا تدل على هذا الاهتمام الشديد من الجزائر وعلى الالتزام بان نكون أذنا صاغية للأوضاع في تونس ..لا نريد استباق الاحداث و لكن الاكيد أن المنطقة المغاربية تواجه تحديات غير مسبوقة و تعيش مرحلة حاسمة تستوجب حدا ادنى من التواصل و تاجيل الصراعات و الخلافات …

ندرك جيدا أن الوقت لا يسمح بالتغني بالنشيد الرسمي للاتحاد المغاربي و الحلم المتوارث جيلا بعد جيل او حلم جدي حلم أمي وأبي حلم من ماتوا وحلم الحقب..و لكن لا شيئ يمنع احياء الحلم ليكون الاتحاد المغاربي جسرا للمستقبل و للاجيال التي تتطلع الى واقع افضل  حتى لا نقول الى عالم من الرخاء و رغد العيش و الرفاه…

اسيا العتروس - كاتبة تونسية

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال