ليس من السهل اعداد وتقديم وتلخيص ندوة خاصة أن موضوع الرواية والسينما في غاية الأهمية وله تعقيداته وتشعباته التي ماتزال تفتح شهية البحثوالنقد الأدبي والفني ولحسن الحظ منذ بداية التخطيط لهذه الندوة ضمن النشاطات المتواصلة التي يعقدها المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح..
وهذه الندوة 25 ومن أهم ندوتنا والشكر للمشاركين والمشاركات وهم الكاتب والمخرج د.احمد فؤاد درويش،الناقد الأكاديمي د.محمود الضبع ،الناقدالسينمائي د.طاهر علون، الروائية الكاتبة جمانة طه، الناشر والكاتب بدرالسيوطي. الروائي محمود سعيد والروائية شذا الخطيب والشاعرة حكمت حسن
ولاسباب النت غاب عنا الشاعر والكاتب احمد فضل شبلول والروائي الغربي عمران وكذا الكاتب احمد درويش.
اتسمت الندوة بالثراء والنقاشات وسنحاول أن نقتبس بعض النقاط المهمة حيث ندعوكم لمشاهدة النقاشات الموثقه والمنشورة في قناة يوتيوب المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح وكذا صفحات المشاركين والمشاركات على فايسبوك وهنا نسجل شكرنا لهؤلاء الذين اتحفونا بمادة تتسم بالعلمية والعمق.
تحدت المخرج المصري د.احمد فؤاد درويش والذي اخرج اكثر من 80 فيلماوتائقيا وفيلمين روائيين هما اعدام طالب ثانوية وحلاوة الروح. حيث وضح أنه اتجه للسينما التسجيلية والكتابة وابتعاده عن الفيلم الروائي لم يكن زهدا ولا تهربا وتحدث عن فيلمه الروائي اعدام طالب ثانوية وتفاصيل مهمة عن علاقته بالقاص القدير يوسف ادريس وكما وصف الكاتب المصري نجيب محفوظ أنه كان اكثر حصافة من غيره في الشرق والغرب حيث كان محفوظ يترك لغيره كتابة سيناريو رواياته لكنه كتب سيناريوهات لقصص وروايات لغيره. حيث كان
محفوظ محترفا ومبدعا في جميع انواع الكتابة وتعلم من المخرج صلاح ابو سيف تقنية السيناريو.
يرى درويش أن المشكلة ليست في الرواية ولا قلة ابداع سينمائي ولكن وجود انهيار في صناعة السينما في مصر منذ وفاة الرئيس عبدالناصر الذي كان يدرك قوة السينما واهميتها وفي حال بقاء مصر بعيدة عن هذه الصناعة فلن يصلح الحال، كما اكد على ضروره وعي الحكومات بالفن السينمائي والثقافة مفضلا أن لا يتدخل المال الخليجي الذي لن يتفق مع حرية الراي والتعبير وتمنى أن تحل عقد الإنتاج ليس لغرض الربح المحظ بقدر فهمنا للسينما والأدب والفنون في بناء الإنسان وخدمة هويتنا وثقافتنا واجيالنا وهنالك نقاط ومداخلات
نقاشية عدة تجدونها في تسجيلات هذه الندوة.
بدوره تحدث الناقد الدكتور محمود الضبع في عدة مداخلات يصعب تلخيصها حيث شرح لنا مفهوم الرواية وميلادها وعلاقتها بالمسرح ثم السينما في مصر حيث كانت مرحلة الإنتاج السينمائي المستلهم من الأعمال الروائية ذات الطابع التاريخي والاجتماعي ثم كانت مرحلة الانتاج السينمائي الذي يعتمد على نصوص السيناريو وليس الانواع السردية المعروفة ثم مرحلة ورش العمل ثم مرحلة الاقتباس وتقليد روايات وافلام عالمية.
كما تحدث باسهاب عن عبقرية نجيب محفوظ وحيث ان الضبع له عدة كتب وابحاث عن نجيب محفوظ ويميز الضبع علاقة محفوظ بالسينما أنه كتب للسينما اكثر من25 فيلما وكذلك كتابة روايات تتسم بروح السينما.
يرفض الضبع مقولة ضعف الرواية ويرى أن الرواية العربية مزدهرة وهي تصلح للسينما وكذلك تطور الرواية ليس عائقا حيث أن السينما ايضا في تطور مماثل وحداثي، كما طرح اشكالية فقدان النص لسلطته وانتقال هذه السلطة للممثل النجم وفي مداخله اخرى انتقد تقليد وسرقة افلام غربية معتبرا انها لم تتسم بالابداع وليس اكثر من قص ولصق وبعضها حصل على جوائز كبرى من مهرجانات عربية دون الانتباه انها مسروقة كما طرح د.محمود الضبع العديد من الطروحات المهمة جدا.
في حديث الناقد الدكتور طاهر علوان والذي يرى أن حوار الرواية والفيلم كان وسيظل من الحوارات المهمة جدا رغم ثراء الدراسات فيه. وبخصوص انتاج روايات وصناعتها سينمائيا فهنالك كما كبيرا كانت تجارية وقليلة جدا التي كانت نوعية ومتميزة بعناصر فنية ابداعية ورغم وجود روايات كتبت لتلائم الانتاج السينمائي إلا أن هنالك روايات ادبية تظل صعبة المعالجة سينمائيا، كما تطرق لوجود روايات تحولت إلي افلام واصبحت من الموروث السينمائي الخالد في الذاكرة الانسانية منها رواية وفيلم الدكتور زيفاكووالتي كتبها الأديب الروسي بوريس پاسترناك واخرجها ديفيد لين ، حيث يعتبرها طاهر نقطة مهمة وحيوية في علاقة السينما بالرواية والأهم انها واكبت حقبة مهمة في التاريخ البشري وهذه الرواية وقفت معها إمكانيات دولة كاملة وهذه الرواية يتم تدريسها إلى اليوم كنموذجا مهما حيث نجد عبقرية الاخراج ولغة سينمائية عالية.
اكد طاهر أن الجانب التجاري في علاقة الرواية والسينما بالعالم العربياهمل احيانا العناصر الفنية السينمائية وأننا بحاجة أن نتعلم من النموذجالذي طرحه فيلم الدكتور زيفاكو.
كما تحدثت الروائية السورية جمانة طه حيث تحدثت عن دور مصر كرائدة في السينما ثم بلاد الشام ولبنان، ثم ناقشت قضية مهمة فليس كل رواية جيدة يمكن أن تكون فيلما ولا يعيب الرواية الجيدة انها لم تعالج سينمائيا
وهنالك روايات فشلت السينما في معالجتها ونحن بحاجه لمخرج يعشق القراءة كما ناقشت تحدي وسطوة الرقابة السياسية والدينية التي تجعل المبدع العربي محاصرا ومسجونا ويتعرض لكل أنواع الظلم وكذلك التابوهات الاجتماعية ثم غياب الدعم المالي للابداع وما يحدث اليوم تهريج وتقصير من الاعلام العربي الذي يحتفي بالتفاهة ويهمل عمدا الابداع ونحتاج لخطة انقاذ للشباب والمجتمع وترمم اوجاعنا بسبب الحروب المدمرة واثارة النعرات الطائفية.
بدوره طرح الناشر بدر السيوطي في عدة مداخلة حيث اتفق مع كل من الاستاذة جمانه والدكتور الضبع وأكد أن هامش الحرية في الغرب خدم كثيرا عدة روايات لتكون افلاما رغم ما بها من قضايا شائكة وهنالك ايضا افلاما عربية روائية لها قيمتها الانسانية وظلت خالدة ليومنا وذكر فيلم المتسول كنموذجا من وجهه نظره واكد على اهمية دعم الدولة للابداع كضرورة مهمة وحيوية لتنشيط الانتاج الروائي والسينمائي والفني.
كما تداخل الكاتب الروائي عمر سعيد وطرح قضية اننا في المشرق العربي لانملك سينما بمعناها المتكامل فنيا وانتاجيا وصناعة وتوزيع فقط استثنى مصرولعل السبب ما عايشه ويعاشه عالمنا العربي وكذلك الحجر الديني وهذا دفع بقوه إلى التلفزيون واثر بفقدان الجمهور الذي فقد ذائقته، كما اتفق مع معظم طروحات الكاتبة جمانه طه وضروره تحرير الابداع ودعمه وطرح كذلك عدة نقاط مهمة.
بدورها تحدثت الكاتبة اليمنية المقيمة بالقاهرة شذا الخطيب وسردت كيف استفادت من المشاهده لافلام سينمائية وهي في عدن التي كانت حاضرة الجزيرة العربية وكيف خلت اليوم اليمن باكملها من الدور السينمائية كم حكت تجربة خاصة مع منتج التقته فرفض قراءة روايتها طالبا أن تلخصها في قصة قصيرة واحساسها بجهل وتجاهل وكسل المنتجين مما يزيد حيرة الكتاب وطرحت خطيب ايضا عدة طروحات خلال النقاش.
كما تداخلت الشاعرة اللبنانية حكمت حسن لتؤكد على ضرورة أن يعود للنقد حياته وحيويته وأن يكون الناقد من العناصر المهمة في عملية الانتاج.
تجدون تسجيلا كاملا للجزء الاول على هذا الرابط
في الجزء الثاني من تسجيل الندوة استكملت النقاشات بعدة اضافات مهمة للناقد د. محمود الضبع وثم طرحت تواصيات من المشاركين والمشاركات أكدت على ضرورة عقد ملتقيات كهذه وتنشيط الدراسات والنقد والبحوث ومطالبة حكومات العالم العربي أن تعي بأهمية الفن والثقافة في محاربة الإرهاب والقضايا الكبرى التي يصرف فيها مليارات الدولارات وأن السينما يمكن أن تكون ذات مردود اقتصادي وتنموي بجانب دورها الفني والانساني وضرورة منح حرية الراي والتعبير وتحررها من القبضة الأمنية القمعية، كما كانت هنالك توصيات أيضا للمبدع وأن يكون هنالك اهتمام بالفيلم الروائي القصير واستخدام البدائل العصرية والرقمية ومواقع التواصل الاجتماعي وتوصيات أخرى تجدونها على رابط الجزء الثاني من الندوة.
في الختام تم شكر المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح بفرنسا وكنت سعيدا باعداد وتقديم ونجاح هذه الندوة وكانت من الاختبارات المهمة لي ليس رئيسا لهذا المنتدى ولكن أيضا كسينمائيا وناقدا ومحبا للسينما وقد شعرت براحة جيدة وأنا اتلقى كلمات الشكر والملاحظات من الذين شاركونا ومن المتابعين والمتابعات فمثل هذه الندوة بهذا الحضور الفني والاكاديمي وهذه الشخصيات المهمة وهذه النجاحات تشجعنا وتعلمنا ايضا ويواصل المنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح ندواته الافتراضية بمواضيع متنوعة واستضافة شخصيات فنية مسرحية وسينمائية حيث نناقش الإبداع النسوي، كما نستضيف شخصيات مهمة مستقبلا منها د.منى الصبان أستاذة فن المونتاج السينمائي والفنان المسرحي المغربي عبدالجبار خمران والفنان العراقي القدير عزيز خيون والفنان التشكيلي اليمني الرائع حكيم العاقل والفنانة التشكيلية السورية سلوى الصغير والكاتبة اللبنانية مريم مشتاوي كما تناقش ندوات قادمة المسرح العلاجي والفن التشكيلي والتصوف وندوة مبدعات من اليمن والقصة القصيرة النسوية وجماليات المكان لدى الشواعر العربيات وندوة الرواية الجزائرية..الإنتماء والهوية، يمكنكم متابعة برامجنا عبر منصات التواصل الاجتماعي للمنتدى العربي الأوروبي للسينما والمسرح ومانزال نعمل بقوة دون أي دعم مادي ولكننا سنظل معكم ونرحب بتواصلكم ومتابعتكم ونشكر من يساعدنا في التنسيق لهذه الندوات التي اصبحت تجد شعبية جيدة.
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال