Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

من سيتفوق في جولة هلسنكي ترامب أم بوتين؟ ماذا سيبحث الرئيسان وأين سيتفقان وحول أية مواضيع سيختلفان؟

 أول قمة في تاريخ العلاقات الأميركية الروسية لاتتناول سوى الأمور الشائكة المتصلة بالشرق الأوسط وجوهرها قضية فلسطين.
يعتقد الصهاينة الأميركيون والأميركيون الصهاينة (ومن ضمنهم حكومتا اسرائيل وواشنطن)، أن صفقة القرن التي تستهدف شطب قضية فلسطين  وتثبيت اسرائيل كقوة اقليمية متحكمة في الشرق الأوسط لم يبق أمامها سوى عقبة واحدة هي ايران، ولذلك تنصب كافةالجهود الأميركية والاسرائيلية على ازالة وازاحة وتفتيت هذه العقبة .
ومن الطبيعي أن يفهم الجميع أن التركيز على ايران لضربها ومحاصرتها ومحاولة تأليب الشعب الايراني ضد النظام الجمهوري الاسلامي يعني محاصرة وضرب محور المقاومة.
بومبيو في الخليج
حرص ترامب أن يقوم وزير خارجيته بومبيو بزيارة لدول الخليج قبل قمة هلسنكي لحث الخليجيين والسعوديين على استغلال العد العكسي في اليمن لتحقيق أكبر قدر من “المكاسب”، حتى تتفرغ بعد قمة هلسنكي كل القوى الخليجية للمعركة ضد ايران، ولذلك طلب التوجه لحل الأزمات وهذا يشمل اليمن وأزمة قطر مع السعودية.
نتنياهو وعروضه االمغرية
وكذلك حرص ترامب على الطلب من نتنياهو أن يتوجه الى موسكو لابداء الاستعداد لعدم التدخل في شؤون سوريا الداخلية! ان قامت روسيا باخراج الايرانيين من سوريا، وانهاء اي وجود لهم” بأي شكل من الأشكال”، هم وحزب الله قرب الحدود – حدود فك الاشتباك التي حددت في حرب تشرين 1973، ( ويسميها الاسرائيليون حدود اسرائيل مع سوريا )، وأطلق عدد من الوزراء الاسرائيليون تصريحات لها دلالات” وفي أقل التقدير مراهنات”، فقد صرحوا “وعلى رأسهم ليبرمان”، بأنهم لا يستبعدون اقامة علاقات سورية اسرائيلية في ظل حكم بشار الأسد” وقد يكون هذا التصريح طلقة تأشير لجر رجل القيادة السورية للرد لكن سوريا لم ترد على هذا التصريح، وابتعدت عن هذا المستنقع  ولكن التصريح الأخطر هو الذي أكد استعداد اسرائيل للتعاون الاقتصادي مع سوريا؟؟!!، وهذا يمس بشكل مباشر خزان النفط الضخم الموجود في بطن هضبة الجولان السوري والجولان الفلسطيني، وكذلك يمس منابع النفط والغاز في حوض نهر الفرات (اذ أن حوضي نهري الفرات واليرموك يشكلان خزانات ضخمة للنفط والغاز مما دفع البارون روتشيلد لأول مرة في تاريخه للموافقة على أن يكون عضو مجلس استشاري لشركة التنقيب عن مخزونات النفط في الجولان)، بكلام آخر اسرائيل تبدي استعدادها لمشاركة سوريا ثروتها الطبيعية التي ترزح تحت الاحتلال الاسرائيلي  من ناحية والأميركي من ناحية ثانية ” الفرات “، اسرائيل تريد أن تجر أقدام الروس والسوريين لفخ ترامب حتى تتمكن من القضاء على الانجازات التي حققها الجيش العربي السوري بدعم من روسيا وايران، لقد هزمت واشنطن وتل أبيب في معركة تدمير وتقسيم سوريا ودمرت أدواتهما الارهابية، وتعود تل أبيب وواشنطن بتكتيك جديد واستراتيجية جديدة لتستفز روسيا وتحاصر دمشق وتضرب طهران .
ترامب هيأ المسرح لتمثيلية هلسنكي فقد أرعد وأزبد في بروكسيل ووبخ الدول الآوروبية، وخص المانيا بنوع من التهديد لتقاربها مع موسكو، وسربت بطانته للاعلام معلومات عن تنمية المانيا لقواتها العسكرية .
ترامب يريد أن يواجه بوتين بعد أن يضع أوروبا صاغرة في جيبه كي لايحسب في مواجهة هلسنكي أي رصيد أوروبي للرئيس بوتين، وأجبر حلف الناتو لدفع الأموال اللازمة لزيادة نشاطه في دول أوروبا الشرقية : مهددا روسيا بذلك، وأعلن الحرب التجارية على الصين ثم دعا روسيا للعودة الى الدول الصناعية الكبرى جي7 وجي 8، بمعنى آخر حضر المسرح ليكون هو ” ترامب “، سيد اوروبا وسيد الخليج والآمر الناهي في اسرائيل .
وبما أن الموضوع يتمركز حول شطب القضية الفلسطينية مهما تشعبت المواضيع وتداخلت فان ترامب بنى استرتيجيته وتكتيكه خدمة لاسرائيل والصهيونية، وحسب أوامر روتشيلد تحديدا .
ماذا يريد ترامب من بوتين ؟
ترامب يريد من بوتين ماتريده اسرائيل من بوتين، أي أن ينسى قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة المتصلة باحتلال اسرائيل للأرض العربية عام 1967، وأن ينسى موضوع تهويد القدس، وأن يخرج الايرانيين من سوريا دفاعا عن اسرائيل وتنفيذا لمخططها .
وأن يضغط على بشار الأسد مقابل تعهد اسرائيل بعدم التدخل في الشؤون السورية كي يجمد حالة العداء مع اسرائيل، وأن يوافق على التفاوض حول شراكة اسرائيلية سورية في (الجولان  تستند أساسا للثروة النفطية الهائلة ) .
ويريد من بوتين أن يدفع بشار الأسد نحو هذا التفاهم من أجل اعادة بناء سوريا ” التي دمروها هم ” !!! والنصيحة الكبرى لترامب ستكون اقناع بوتين بأن يطلب من بشار الأسد التفكير بالشأن السوري فقط – تحت شعار سوريا اولا وأن ينسى فلسطين .
( والشعارات القومية وألا يعادي دول الخليج والسعودية، وسيعد ترامب باقناع دول الخليج والسعودية بالمساهمة في اعمار سوريا ان هي انصاعت لمايريده ترامب – أي ماتريده اسرائيل ) .
وماذا سيعرض ترامب على بوتين لقاء ذلك ؟
ترامب صاحب الصفقات التجارية والمالية، الذي لايعير الأخلاق والالتزام والأمانة أي اهتمام، ولا تزن هذه المبادىء عنده مثقال ذرة، فهو ميكافيلي النزعة دون شك، وتتمحور ميكافيليته حول خدمة اسرائيل لأن مال دونالد ترامب صاحب الأبراج ليس ماله بل هو مال روتشيلد استخدم اسم ترامب بترحيب شديد من ترامب لادارة أعمال عقارية في نيويورك يؤخذ عليها مآخذ عديدة، لكنها مغطاة قانونيا عبر مجموعة كبيرة من كبار المحامين اليهود .
انه ابن شمال نيويورك وأحد منتوجاتها
سوف يضع بوتين بعد ذلك على الطاولة ملف العقوبات وملف اوكرانيا والقرم وملف أوروبا ووو..، سوف يعد ترامب بأن يبدأ بتخفيف العقوبات الاقتصادية تدريجيا، وسيغمض العينين عن القرم وسيقنع الاوكرانيين عبر استخدام سلاح المساعدات المالية والعسكرية بألا يثيروا المشاكل حول القرم، وأن يترك لروسيا وياعدها في ايجاد حل سياسي في سوريا، وسيلوح بالانسحاب من شمال سوريا والتخلي عن الأكراد – ” وهو يعلم أنه وقع اتفاقا على صفقة مع تركيا حول شمال سوريا “، وانه سيرحب بدعم عودة سوريا لمجموعة ” جي7 ” .
لاشك أن خطة ترامب – نتنياهو تحمل مغريات كثيرة لروسيا وسوريا ان اخذنا الأمور بشكل مجرد عن الاطار العام للصراع في الشرق الأوسط، الاطار الذي تحاول واشنطن وتل أبيب من خلاله اخضاع شعوب المنطقة لاستعمار جديد مباشر واقتصادي وسياسي وتصفية قضية فلسطين واحكام قبضة الامبريالية الصهيونية على ثروات المنطقة، وهو الصراع الذي تخوض فيه قوى المقاومة مواجهة ضروس مع منفذي هذا المخطط .
والرؤية التي يجب أن نتطلق منها وتستند لها مواقف القوى المتصدية هي أن أي مخطط تتقدم به الولايات المتحدة لايمكن أن يكون الا في خدمة اسرائيل والصهيونية . ليس هذا فحسب بل يجب أن تبقي قوى المقاومة نصب أعينها ان أي تهدئة للصراع في المنطقة لن تكون الا تحضيرا لهجمة جديدة ومخطط جديد لتحقيق ماعجزت عن تحقيقه واشنطن وتل أبيب والرياض عبر مخططاتها السابقة .
ولا شك أن جميع القوى التي تتمحور في ظروف الصراع المحتدم تحت شعارات ” أولا “، هي قوى ” القبعات البيضاء ”.
فهي قوى مكلفة بالمساهمة في تحطيم الانتماء القومي للعرب والأمة العربية  ودفع الناس عبر التطبيل الخادع نحو الانكفاء داخليا تحت شعارات كاذبة على رأسها اعادة الاعمار .
يضحب الايرانيون واللبنانيون والفلسطينيون واليمنيون والعراقيون ” قوى المقاومة “، من أجل دحر العدوان وأعداء الشعوب، وروسيا تدعم انطلاقا من هذا وانطلاقا من مبدأ هام هو أن مصلحتها الروسية تحتم عليها منع فرض الهيمنة الامبريالية على الشعوب المستضعفة وسرقة ثرواتها .
لاشك أن الرئيس بوتين يعي تماما ما تخطط له واشنطن، ويرى مدى خطورة الخط العدواني الفاشي الذي ينتهجه ترامب، ولاشك أنه سيتعامل بحكمة وهدوء مع هذا الرجل .
ان ثقة الشعوب العربية بروسيا وبالرئيس بوتين ثقة كبيرة جدا، وهي تشعر في كل لحظة أن مساندة روسيا لكفاح الجماهير العربية من أجل الحرية والتقدم والسلام .
علينا نحن قوى المقاومة أن نعرف وبشكل حاسم ومحسوم ولاتردد أو تلكؤ فيه بأن أمامنا خيار واحد هو التصدي لمخططات العدو، وتشديد المواجهة والنجاح في الحاق الهزيمة به، المقاومة لاتتوقف مع خروج فلول الجيوش الارهابية المهزومة فهي مأجورة ومرتزقة، وعلينا ألا نتوقع استسلامها بسهولة، هذه القوى المأجورة الكامنة والناشطة في بلداننا العربية تتلقى مساندة من أنظمة تسمى عربية لكنها في الواقع أنظمة تدين بالولاء لاسرائيل، وهزيمتها لاتأتي بالحاق الهزيمة بالمرتزقة فقط بل برأس الأفعى في المنطقة المكون من اسرائيل وحلفائها القدامى الجدد .
بسام ابو شريف

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال