كشفت عدة مصادر أنّ الولايات المتحدة تقود جهودا دبلوماسية جديدة لإنهاء الأعمال القتالية في قطاع غزة ولبنان في إطار مبادرة واحدة. في المقابل قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إنّ الغارات في لبنان تمهد الطريق لهجوم بري محتمل.
قالت سبعة مصادر لرويترز إن الولايات المتحدة تقود جهودا دبلوماسية جديدة لإنهاء الأعمال القتالية في قطاع غزة ولبنان في إطار مبادرة واحدة.
وأعلن مسؤول أميركي كبير، الأربعاء (25 سبتمبر/أيلول 2024)، أن الولايات المتحدة تجري "مشاورات مكثفة مع الاسرائيليين ودول أخرى في محاولة للتوصل الى وقف لإطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله" اللبناني. وكان الرئيس جو بايدن حذر في وقت سابق من خطر اندلاع "حرب شاملة" في الشرق الأوسط.
وذكر مسؤولان لبنانيان ودبلوماسيان غربيان ومصدر مطلع على تفكير حزب الله ومصدر في واشنطن ومصدر آخر مطلع على المحادثات أنه يجري وضع التفاصيل في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
لكن مع تسارع وتيرة الجهود لوحت إسرائيل بالقيام بتوغل بري إضافة إلى حملتها الموسعة من الضربات الجوية على جماعة حزب الله المرتبطة بإيران.
وقال رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي إن الغارات الجوية في لبنان ستتواصل من أجل تدمير البنية التحتية لجماعة حزب الله وكذلك الاستعداد لعملية برية محتملة للقوات الإسرائيلية.
وقال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين لرويترز إن الولايات المتحدة وفرنسا تعملان على مقترحات لوقف إطلاق النار لكن دون إحراز تقدم كبير حتى الآن.
وقالت المصادر السبعة، وفق رويترز، إن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها ربط الجبهتين ضمن جهود دبلوماسية أمريكية.
وقال مسؤول لبناني كبير والمصدر المطلع على تفكير حزب الله والمصدر المطلع على المحادثات إن الاتفاق ربما يؤدي في نهاية المطاف إلى إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة وألمانيا دول الاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية.
ولم يرد مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض بعد على طلب للتعليق. ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد على طلب للتعليق أيضا.
إسرائيل تكثف هجماتها
وقالت السلطات اللبنانية إن إسرائيل كثفت بشدة حملتها العسكرية على حزب الله في لبنان بتنفيذها مئات الضربات الجوية وقتلها عددا من قادة من الجماعة اللبنانية بالإضافة إلى مئات الأشخاص الآخرين. وفر عشرات الآلاف بالفعل من منطقة جانبي الحدود منذ أكتوبر/تشرين الأول، وانضم إليهم هذا الأسبوع نحو نصف مليون شخص مخافة توغل بري إسرائيلي في جنوب لبنان.
وقال دبلوماسي غربي بارز لرويترز إن الصفقة التي تسعى إليها الولايات المتحدة ستشمل إعلانا إسرائيليا عن إنهاء أعمال القتال الرئيسية في غزة، يليه مسعى لوقف إطلاق النار في لبنان ثم صفقة سياسية قد تتضمن ترسيما للحدود البرية الإسرائيلية اللبنانية المتنازع عليها.
وقال الدبلوماسي إن هذا قد يوفر "مخرجا" لجماعة حزب الله لتجنب حرب شاملة مع إسرائيل.
وقالت المصادر إن تكثيف الهجمات دفع إلى بذل جهود دبلوماسية لوقف الأعمال القتالية على الجبهتين. وذكر المسؤول اللبناني الكبير والمصدر المطلع على تفكير حزب الله لرويترز أن حزب الله "منفتح على كل التسويات التي تشمل غزة ولبنان". وأضاف المسؤول اللبناني الثاني "إذا لم تجهزوا حزمة، فإن من المستحيل التوصل إلى اتفاق ولن تتوقف الحرب".
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية من بينها الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا ودول أخرى. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كمنظمة إرهابية.
وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لرويترز إن الولايات المتحدة وفرنسا تحاولان التوصل إلى اتفاق مؤقت "لتجنب المزيد من التصعيد" بين إسرائيل وحزب الله بهدف بدء محادثات دبلوماسية أوسع نطاقا.
وفي إشارة إلى تسريع الجهود الدبلوماسية، توجه نجيب ميقاتي رئيس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال بلبنان إلى نيويورك لحضور اجتماعات بشأن التطورات في الآونة الأخيرة. ولم يكن يعتزم الحضور قبل ذلك.
وفيما تحدثت مصادر لبنانية عن قيامه بمبادرة لوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله، قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري إن الساعات الأربع والعشرين المقبلة، ستكون "حاسمة" للجهود الدبلوماسية الرامية إلى تجنب مزيد من التصعيد.
"فرصة" للتسوية
وكان الصراع في غزة مكلفا سياسيا للرئيس الأمريكي جو بايدن، وبالتبعية للحملة الرئاسية لنائبته كاملا هاريس، ثم فاقم العنف في لبنان الضغوط على بايدن لإيجاد حل دبلوماسي. وقال بايدن إن من المحتمل نشوب حرب شاملة في الشرق الأوسط لكن هناك أيضا فرصة للتوصل إلى تسوية واسعة النطاق.
وقال مصدر مطلع في واشنطن إن محادثات تجري على هامش جلسات الجمعية العامة "بهدف إعطاء فرصة للتوصل إلى تسوية سياسية" على الحدود اللبنانية الإسرائيلية وإنعاش صفقة الرهائن. لكن مصدرا أمريكيا ثانيا نبه إلى أن عقبات هائلة تعترض مثل هذا المقترح الدبلوماسي المعقد وأن التنفيذ قد يكون أصعب.
وطلب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أمس الثلاثاء ممارسة نفوذه على جماعة حزب الله. وكان ماكرون هو الزعيم الغربي الوحيد الذي أجرى محادثات مع بزشكيان على هامش جلسات الجمعية العامة.
وقال مسؤولون فرنسيون إن الدبلوماسية يتعين أن تركز أولا على وقف أعمال القتال نظرا لتعقيد دخول غزة في صفقة أوسع نطاقا حاليا.
ومن المقرر أن يناقش بايدن وماكرون هذه القضية في وقت لاحق اليوم. وقال دبلوماسي أوروبي إن نجاح مبادرة أوسع نطاقا يعتمد كثيرا على موافقة نتنياهو على وقف إطلاق النار في غزة وأضاف أنه يتمنى "حظا سعيدا لجو في هذه المرة"، في إشارة للرئيس الأمريكي جو بايدن.
ميادين /د ب ا /ا.ف.ب/ رويترز
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال