أكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن إسرائيل عرضت "خريطة طريق" جديدة نحو سلام دائم في غزة، وحضّ حماس على قبولها. ورئيس الحكومة الإسرائيلية يؤكد وجود الخطة لكنه كرر أنّ الحرب لن تنتهي حتى "القضاء" على حماس.
وفي أول خطاب رئيسي له بشأن حل النزاع المستمر منذ ثمانية أشهر، قال بايدن إن الاقتراح يبدأ بمرحلة مدتها ستة أسابيع تشهد انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة.
"النقطة الخطيرة هو الحديث عن الانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان ولا يتحدث عن الانسحاب الشامل"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) May 31, 2024
مسؤول العلاقات الدولية في الجبهة الشعبية لتحرير #فلسطين ماهر الطاهر في #المسائية #غزة #الميادين @Kamalkhalaf17 pic.twitter.com/VwGWOTgzTv
وتابع في خطاب متلفز من البيت الأبيض "حان وقت انتهاء هذه الحرب، وليبدأ اليوم التالي"، مضيفاً: "لا يمكننا أن نفوت هذه اللحظة" لاغتنام فرصة السلام. وأردف أن "إسرائيل عرضت اقتراحاً جديداً شاملاً. إنها خريطة طريق لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن".
وأضاف بايدن: "بصفتي شخصاً كان له التزام طويل تجاه إسرائيل، وبصفتي الرئيس الأمريكي الوحيد الذي زار إسرائيل في وقت حرب، وبصفتي شخصاً أرسل القوات الأمريكية للدفاع المباشر عن إسرائيل حينما هاجمتها إيران، أطلب منكم التروي والتفكير فيما سيحدث إذا ضاعت هذه اللحظة ... لا يمكننا تضييع هذه اللحظة".
صفقة من ثلاثة مراحل
وأوضح بايدن أن المرحلة الأولى التي تستمر ستة أسابيع تتضمن "وقفاً كاملاً وتاماً لإطلاق النار، انسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى، وفي المقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيين".
وقال مسؤول أمريكي إن مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان سيجتمع اليوم الجمعة مع دبلوماسيين من 17 دولة يحتجز مواطنوها رهائن لدى حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كمنظمة إرهابية.
من جانبه أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنّ حرب غزة لن تنتهي حتى "القضاء" على حماس. وقال مكتب نتانياهو في بيان عقب خطاب بايدن إنّ "رئيس الوزراء أجاز لفريق التفاوض تقديم خطة لتحقيق هذا الهدف، مع تشديده على أنّ الحرب لن تنتهي حتى تحقيق جميع أهدافها، ويشمل ذلك عودة جميع الرهائن والقضاء على قدرات حماس العسكرية والحكومية". وأضاف أنّ "الخطة المحدّدة التي عرضتها إسرائيل والتي تشمل انتقالاً مشروطاً من مرحلة الى أخرى، تتيح لإسرائيل التمسّك بهذه المبادئ".
يأتي إعلان بايدن عن الاقتراح بعد تعثر محاولات متكررة لإنهاء الحرب. وتصر حماس على أن أي وقف لإطلاق النار يجب أن يكون دائما. وقالت الحركة في وقت سابق الجمعة إنها أبلغت الوسطاء بأنها لن توافق على اتفاق تبادل "شامل" إلا إذا أوقفت إسرائيل "عدوانها".
وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية أن المطالب الأساسية لحركته - بما في ذلك وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل - غير مطروحة للتفاوض. لكن إسرائيل تقول إنها لن توافق إلا على هدنة موقتة مدتها نحو ستة أسابيع وأنها متمسكة بهدفها المتمثل في تدمير الحركة الفلسطينية.
لم يتطرق الرئيس الأمريكي بإسهاب إلى الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح بجنوب غزة، التي قال الجيش الإسرائيلي الجمعة إن قواته توغلت في وسطها رغم الاعتراضات الدولية. لكنه أقر بأن الفلسطينيين يعيشون في "جحيم مطلق".
يواجه الرئيس الأمريكي ضغوطاً متزايدة مرتبطة بدعمه لإسرائيل منذ الضربة الدامية على مخيم للاجئين في رفح والتي أدت إلى اندلاع حريق الأحد. وأفاد مسؤولون في غزة بأن الضربة أودت بحياة نحو 45 شخصا وأسفرت عن إصابة 250 شخصا بجروح.
وقال البيت الأبيض هذا الأسبوع إنه على الرغم من أن الضربة الإسرائيلية "مروعة"، إلا أنها لم تنتهك الخطوط الحمر التي وضعها بايدن لحجب شحنات أسلحة عن الحليف الرئيسي للولايات المتحدة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في هذا الحادث.
0 comments :
Enregistrer un commentaire
التعليق على هذا المقال