Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

كتاب "المسيحيّون والعنف" لمنير العكش : كيف قرصنت أوروبا المسيحية الشرقية؟

 

ضمن ثلاثيته "كيف يصبح الدين شراً"، يصدر منير العكش كتابه الثاني بعنوان "المسيحيّون والعنف"، ويستعرض فيه دور الممالك الأوروبية في تحريف المسيحية الشرقية وقرصنتها وعسكرتها وتحويلها من ضحية إلى جلاد.

صدر حديثاً عن "المؤسسة العربية للدراسات والنشر" في بيروت، الكتاب الثاني لمنير العكش بعنوان "المسيحيّون والعنف"، ضمن ثلاثية بعنوان "كيف يصبح الدين شراً: نظرة موحدة للعنف في تاريخ الأديان الثلاثة". 

ويقول العكش إن الكتاب "ينطلق من أن المسيحية ظاهرة مدنية مشرقية فلسطينية حرفتها ممالك أوروبا البربرية".

وفي المقابل، يستعرض جناية هذه الممالك على المسيحية، ويروي كيف قرصنتها وعسكرتها وحولتها من ضحية إلى جلاد.

ويسرد الكتاب، وفق مؤلفه، "أدلة كثيرة على أن هذه الممالك، حين لم تجد في تعاليم المسيح ما ينسجم مع حياتها وتوحشها، تجاهلتها وانصرفت إلى عناق أخلاق الإله المحارب، الذي سما ببربريتها إلى مصاف الدين، وأطلق سكاكينها الطويلة في رقاب أمم العالم الجديد والقديم. وكما هو الحال في فكرة إسرائيل التوراتية، وجدوا في أخلاق الإله المحارب كنزاً لأدلجة: (1) حق التضحية بالآخر، (2) تفوقهم العرقي، (3) توسعهم في الأرض، (4) تساميهم على القوانين الأخلاقية الإنسانية، وأن معاملتهم للآخرين يحكمها ما نسجه العبرانيون من أساطير عن تجربتهم مع الكنعانيين".

ويضيف العكش أنه "على هذه الخلفية البربرية ـ كما يصورها الكتاب تأسست مسيحية الغرب، وأُبرمت القطيعة الأخلاقية والدينية مع مسيحية المسيح الفلسطيني، ومع المسيحية المشرقية بمختلف كنائسها. وبهذا الاعتداد بشرت شعوب أوروبا بأكثر صنوف العنف والإبادات دموية، ثم أطلقت حملتها الصليبية الأولى، وعسكرت لها حتى الرهبان. إنها قصة تشويه مضاعف لما بشر به السيد المسيح. والكتاب حافل بشواهد على رعونات هذا التشويه الغربي لخلقة السيد المسيح وأخلاقه، بل وعلى اتهام صليب المسيح بأنه كان سبباً في عذابات اليهود حتى في أوشفيتز، وأن على المسيحيين أن ينبذوه".

الفصول الخمسة التي تضمنها الكتاب رحلة أكاديمية موثقة لألفي سنة من تاريخ المسيحية؛ بدءاً من مسيحية المشرق التي انتصرت على أعظم إمبراطوريات عصرها، من دون أن ترفع في وجهها خنجراً، أو عصاً، أو حتى شوكة، وانتهاء بالدين المدني الأميركي الذي طرد السيد المسيح من ملكوته، وأجلس على عرشه "الإله المحارب".

ويبحث الكتاب الدين المدني الأميركي وانسلاخه عن تعاليم السيد المسيح وأخلاقه، فكشف كيف أن تبني الموجات الاستعمارية الأولى لديانة العهد، وإيمانها بضرورة العمل من أجل "عودة" اليهود إلى "بلاد أجدادهم"، يشكلان المصدر الأول والأعمق لهذا الدين المدني، بل وللروح الوطنية الأميركية. ولعل هذا ما يفسر لماذا كان صانع القرار الأميركي، بمجرد أن يسمع بكلمة فلسطين، أو فلسطيني، يتحول ضميره إلى جيفة منتنة.

المصدر: الميادين نت

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال