Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

فلسطين | عباس وغضبه الاممي.. وعريقات والجرأة المتأخرة: خطابات وترديدات فارغة.. اقيموا سرادق العزاء

يبدو انه هناك من لا يزال يسمع الى خطابات الرئيس، وتصريحات المسؤولين المختلفة. وهناك بالطبع من لا يزال يشاهد اداء نتانياهو على المنابر الاممية ويتساءل.
الخطابات تعيد نفسها ، والتصريحات لا تتغير كما لا تتغير الوجوه، تهرم فقط، وفي بعض الاحيان تعود تقريبا من الموت. المتغير الوحيد هو موت القضيةالفلسطينية.
والمتبقي الدائم هو اعلان الوفاة ، وعند الجرأة بدء اجراءات الجنازة وفتح باب العزاء.
المخيف ، انه حتى عند قرار اعلان الوفاة وتحديد الجنازة ، انه من الممكن جدا ان لا يكون هناك مكان للدفن.
افكاري هذه ليست سوداوية ، ولا نتيجة التأثر بالمسلسلات التركية . ولكنها حقيقة علينا التسليم بها . فلقد مللنا من المسرحيات المتكررة ،ولم يعد هناك اي جديد في اي تصريح او خطاب. وها نحن وصلنا الى النهاية ، ومع هذا لا يزال الممثلين متمسكين بأدوارهم.
انتهت اوسلو او فشلت بإعلان رسمي ، ومع هذا يبقى الرئيس صامدا، مكررا ، متمسكا بمكانه.
تخرج التسريبات والتصريحات وعلينا التفاعل معها ، وكأن هناك جديد.
صائب عريقات يعود الى الحياة ويقرر اعلان دفن المفاوضات ورجوعه الى تهليلات اعلامية لا نفهم اصداءها غير ظهوره المباغت .
هل فاجأنا عند قوله ان ليبرمان هو من يحكم ، وان التنسيق الحقيقي هو بيد مردخاي او شمعون؟ لم ننسى يا عزيزي تسريبات القرن التي خرجت من مكتب المفاوضات بعد. فما الذي تحاول ان تقوله لنا؟
ان رامي الحمدالله ينسق مع الاحتلال ، وكذلك رئيس المخابرات والامن الوقائي ؟ هل تظن انك رميت علينا بقنبلة مدوية ؟
لقد مللنا حتى الحديث في فضائحكم ومهاتراتكم ، فلم يعد هناك ما تزاودون عليه ، ولم يعد هناك اي محفز لاي جديد من قبلكم.
يعلنون الانهزام المطلق امام عملية السلام ومع هذا يتمسكون بها. ولا طريق اخر غيرها وغير المفاوضات.
بينما يلهوننا في التصريحات الفارغة ، تؤكد امريكا على ان نقل السفارة الى القدس امر مفروغ منه . أين الديبلوماسية العظيمة والسياسة العميقة التكتيك. كيف تتحملون الجلوس هناك، اين ماء وجهكم ان بقي في وجهكم حياء؟
بينما ننشغل في فساد نتانياهو  بمئتي الف دولار والتهليل لسقوطه المحتمل ، وصل الفساد في سلطتنا ليأكل قوت الفقراء في هذا الشعب.
نكيد لمن يجلس مع مردخاى وكأنه حدث جليل ، وتطرق مسامير وحدات سكنية جديدة في مستوطنة عميحاي جنوب نابلس.وتنتهي مستوطنة في قلب القدس بشيخ جراح على ارض المفتي بكل شموخ وتبجح. استيطان يتشعب الى البيوت الفلسطينية في مناطق السلطة ونتفاجأ من تصريح عراب المفاوضات بأن ليبرمان هو الحاكم الفعلي.
  ما يجري واضح وجلي …. انتهى.
بينما لا نزال ننتظر صلاح الدين من جديد ، ونبتغي في سرنا وفي علننا يوما تطاح فيه اسرائيل. تتمكن منا اسرائيل بقرار عربي واممي ، لم تكن القيادة الفلسطينية خارجه ، ولكنها اخرجت منه في اللحظة الحاسمة لانهاء المشهد…لانتهاء دورهم من اي مشهد قادم.
السعودية، الامارات، مصر ،امريكا والقدس عاصمة الدولة اليهودية.
وابو مازن وتابعيه من سلطات تنسيق لتمكين الدولة الصهيونية من مبتغاها ،يتبارزون على نهاية لا تخرجهم تماما من اللعبة.
ولا يزال الشعب هو المنبر لكل هؤلاء…
ونحن الشعب لا نزال نسترق الاستماع ونحلل ونهلل ونخاف من مغبة اسوأ في قعر المأساوية الحالية، ونفتش عن كلمة او تصريح يخرجنا من هذا البقاع السحيق.
علينا الاعتراف على الاقل ، ان السلطة الفلسطينية قامت على فكرة الوصول الى هذه اللحظة من التاريخ. انهاء القضية الفلسطينية بأقل الخسائر لإسرائيل ، والاعتراف بوجودها ككيان مستقل، مهيمن، مقبول بيهوديته كغطاء للصهيونية .
تتبدل الوجوه، او بالاحرى تهرم، ويبقى الخطاب هو نفسه . تضيع الارض و ينسلخ الانسان الفلسطيني عن نفسه ، ويتوه في متاهة الهوية والقومية ، وتسحب ارضه من تحت رجليه تدريجيا ، ليصبح غريبا في وطنه يقتات العيش من اجل يومه ويستجدي الاخر  (اسرائيل) في البقاء على ما يمكنه البقاء عليه .
نكبة لا تنتهي …..
تتغير فقط وسائل التهجير والتصفية من قبلهم…. ويستمر الخطاب التعبوي الفارغ من كل مضمون من قبلنا…
نادية عصام حرحش - كاتبة من القدس

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال