Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

لا خيار رابع في ليبيا: اما قطر.. او الامارات.. او الناتو

في ليبيا اليوم إما تابع لـ “قـطـر” أو تابع لـ “الإمارات”، ليس ثمة طريق ثالث يســلكه الســياسيون والقـادة العسكريون وكـذلك الإعلاميـون وشبـكة الفضــائيات النـاطـقـة بـ “اللـيبي” التي تملكـها وتمـولها كلا الدولـتين للدعـاية والــترويج لأتباعهم من الطرفــين في الداخـل. 
لـيس هناك صــوت ثالث في ليبيا، فإما شبــكة اعلام الامارات الداعمة لحفــتر وحلفائه أو شــبكة اعلام قـطــر المـؤيدة للإخــوان وحـــلفائهم. لا لشيء إلا من أجل تكريس الايهـام بعمق الانقـسام واختلاق وهم الأغـلبية المزيفة المؤيدة للطرفين.
أما الشعب الليبي الذي يعاني ويلات الحرب، والتشرد، والجوع فهو آخر من يعــنيه هذا الصراع العبثي، ومرغماً يلــتزم الصمت، وانتظار شـفـقة أو تعـب الـدول الكبرى، فمـن لم يُسكـته سلاح عصابات ومليشيات الطرفين في ليبيا، سيخـرسه بالتأكيد ضجيجهم الإعـلامي. فأقصى أحلام هذا الشعب سقف وطن آمن. ولا تعـنيه حروب حفتر والاخوان ومن ورائهم.
يدرك الليبيون أن نهـاية الانقسام والـنزاع والاقتتــال الدموي في بلادهــم لن يكــون إلا باتفــاق زعماء هذه الدول الداعمة والممولة لأطراف الصراع الليبي، وأنه على يقين بأن هذه الدول هم صناع الفوضى، وصناع القرار الحقيقيين، وهم أطراف الانقسام الفعـلــيين…! أما البيادق المحلية ممن حمّلوهم ألقاب “أصحاب الفخامة” و”القادة” المحليين، فليسوا إلا مجرد واجهة تلفــزيونية لألقاء البيانات، وحـضور المؤتمرات واجتماعات الحوار الوهمية.
مُخجِلة، ومثــيرة للشفقة، والغثــيان.. ظاهرة الدعارة السياسية الليبية، والارتهان للخـارج، وسباق الليبيين من شـرق البـلاد وغـربها بين العـواصم العـربية والأجنبية، ليتوسل كل فصيل مـزيـد الــدعم، والأموال، والسلاح. ودون يجـد السياسيون الليبيون أو أمراء الحرب المحليين أي حرج في التنكــيل بأهلــهم، وهزّ ذيلهم للأجنــبي.
مليشــيات، اعلامـيون، سياســيون ومدن وقبــائل أصبـحـت تعــاني ادمان التحــالف مع دول أجــنبية ضد خصــومهم من أبناء وطنــهم. ربما، نجـاح تجربة الاستـعـانة بتحــالف النــاتو للإطــاحة بنظــام القــذافـي فتـحـت شـهـية كثير من اللــيبيين لقـتــل بعضهم بعضــاً بدعـم من الخــارج سـواء من دول غـربية أو عربية، وأدركوا أن أقـصـر الطرق للوصول للسـلطة في بلادهـم لا يمر إلا عبر عواصم الخلــيج.
إذا ما استمرت هذه الحالة، ربما، ينتهي المطاف بالليبيين الى أن ينقرضوا أو يدفعوا (الإتاوة) أو الجزية لحكام الخلــيج وحلفــائهم مقابل البقاء على أرضـهم بسلام. لا شيء مستبـعـد! فقد ابتليت ليبيا بأن يقــودها ويسـوسها الجهل، والتخلف، والتطرف القبلي والديني…! ولم يعد الناس يرجوا من الساسة الحكمة، أو التعقـل، بل أن يتحـلّوا فقط ببعض الخجل مما يفعلونه ببلدهم.
وقد قادوا ليبيا من أنفـها إلى عصر قبائل الجاهلية، وأصبحت بيانات القبائل تتصـدر عناوين نشرات الاخبار، وتقود البرلمان، وتسيطر على حقول البترول، وأصبحنا نصنف الليبيين في بلادهم ما بين (مهاجرين وأنصار) …!
ليبيا، لم تعد تحتاج للمصالحة، ولا الحوار، ولا أي وفاق من أي نوع، بقدر ما تحتاج إلى أن يتحلّى السّاسة والقادة، والاعلاميون ببعض الخجل مما يقترفونه بحق بلادهم، وأهلهم، وأنفسهم.
فقط قليل من الحياء.. يكفي لإعادة الحياة..
محمد اقميع - كاتب ليبي

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال