Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

هل مِن باعثٍ للأمل المغاربي؟

كان من بين أهداف هجوم 20 أوت 1955 بالشمال القسنطيني الذي قاده الشهيد البطل، زيغود يوسف، الضغط على فرنسا لإطلاق سراح الملك محمد الخامس ووضع حد لمهزلة تنصيب محمد بن عرفة حاكما مواليا للنظام الاستعماري بديلا عنه. ولم يكن هذا هدفا معزولا أو ثانويا بل اعتبر من صميم أهداف تلك العملية العسكرية الواسعة باعتبار أن قادة الثورة في تلك الفترة لم يكونوا يؤمنون بإمكانية فصل تحرير الجزائر عن تحرير المغرب أو تونس من الاستعمار ذاته، ونفس الشيء بالنسبة إلى قادة حزب الاستقلال المغربي أو الحزب الدستوري التونسي. كان الجميع يؤمن بأن النضال واحد والغاية واحدة والعدو مشترك وما عليهم سوى الانتصار عليه جماعيا أو عدم الانتصار.
ولم تكن هذه قناعة قادة الثورة فحسب بل كانت قناعة القادة السياسيين منذ أن أسس الزعيم التاريخي مصالي الحاج حزب نجم شمال إفريقيا. لم يكن أي من القادة الوطنيين يُفكِّر في تحرير بلده من دون البلد الآخر. كان الشمال الإفريقي بالنسبة إليهم وحدة واحدة ينبغي أن تعود كما كانت عليه في تماسكها وتعاونها وقدرتها على مواجهة الأعداء الخارجيين كما حدث طيلة قرون من الزمن... ما الذي حدث لنصل بعد أكثر من 60 سنة لحالة التشتت التي أصبحنا عليها الآن؟ هل نجح الاستعمار في تحقيق برنامجه التقسيمي بين بلداننا أم فشلنا نحن في الوحدة؟ ما الذي جعلنا ننسى ذلك الشعار الذي رفعه آباء الحركة الوطنية على امتداد الشمال الإفريقي برمته بأن كفاحنا واحد ومصيرنا واحد؟
يبدو بالفعل أن المخطط الاستعماري هو الذي نجح، وأننا فشلنا في مواجهته، بدل أن تتعزز العلاقة بين قادة المنطقة ملوكا أو رؤساء تحول الحديث عن صراع أبدي بين الجمهوريات والملكيات، وبدل أن تتعزز وحدة الشمال الإفريقي تشتت.. وها هي الحدود اليوم مُغلقة من جهة ومُشتعلة من جهة أخرى وتكاد تكون بؤر توتر بدل أن تكون جسور سلام في كل مكان. أليس من حقنا اليوم أن نستعيد مطالبنا بوحدة العمل المغاربي المشترك وفي جميع المجالات وفاء لرسالة 20 أوت 1955؟ بل أليس من واجبنا أن نضع حدا لهذا الانقسام القاتل بين الأشقاء ونستعيد مستوى الوعي السياسي الذي كان سائدا في المنطقة قبل عقود من الآن؟ ألا يعتبر ما نقوم به اليوم في البلدان المغاربية الخمسة تراجعا عن خط الشهداء والمناضلين الوطنيين الأحرار وليس من حقنا أبدا القيام بذلك... هل مِن باعث للأمل بعد كل هذا اليأس؟
سليم قلالة/echoroukonline.com

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال