Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

المغرب - الفرار الفرار.. الانتخابات قادمة

الانتخابات بكل اشكالها مع حلول العام 2015.. رائحة المال الفاسد والاحزاب الموسمية والمخزن والانتهازيين وأشياء اخرى... تتخطى ابواب المدن والقرى المهمشة المفقرة...
 كأنها منبهات تدق لتوقظ شعب هذه المدينة الغارق في بؤسه العميق وتذكره بحلول موعد الانتخابات... مع شهية شرسة إلى مقاعد المسؤولية و التي كثيرا ما أكلت بأفواه سكرية وجيوب سمينة ونفوذ على نطاق واسع...
هي طقوس الانتخابات كما عهدناها مند زمن. تبدأ بعقد مؤتمرات معاقة في كل مدينة من طرف كبار المسؤولين باسم احزابهم مع طبقات حولها الشجن إلى هياكل صماء يكفيها ان تسمع الخطاب الشفوي من احد الوجوه التي تظهر على شاشة التلفاز والتي تتقن فنون لغة الخشب لتعلن ولاءها له راجية عطفه وصدقته... بعده تتجه مباشرة نحوى الصناديق الزجاجية لتؤكد سذاجتها بورقة سرقها رواد الاستبداد من الديموقراطيات العريقة لتكون دليلا مزيفا على ديموقراطية بلدنا وشفافية انتخاباتنا وشرعية سلطتنا.
 يصعد ''سيد'' الحزب المنصة ومعه اشخاص اخرين من المقربين له في بيروقراطية حزبه. يطلق العنان لكلمات يعود تاريخ كتابتها إلى اول اجتماع عقده مع الجماهير التابعة... هي كلمات فضفاضة ينتقد فيها الخصوم المزعومين ويحط من قيمتهم يضرب سياسة الدولة في العمق ويتحدث عن الزيادة في الاسعار ويتحدث عن الفقر والتهميش والامية.. وفي الاخير يعد الحاضرين بإقلاع اقتصادي وديموقراطية حقيقية وبغد افضل لجميع الطبقات وتنمية اجتماعية وتشغيل وايجاد الحلول لجميع المشاكل... لكن شريطة أن يتمكن من حصد مقاعد كثيرة في البرلمان, ترتفع التصفيقات من المتملقين والتابعين ومن تبعهم بجهل إلى يوم الاقتراع, ليؤكدوا حضورهم وولائهم..
وابل من الكلمات السحرية يطلقها لكن لا معنى لها في القاموس الديموقراطي وانما تغطي افعالا سوداوية قاتمة خطط لها لكن تنفيذها يتوقف على مقعد في البرلمان او الحكومة او على الاقل في المجلس الجهوي او الجماعي...
انتهت المهمة, اختف ''السيد'' ذو البطن المنتفخ من المدينة في سيارة فاخرة ومعه عصابة موالية... تاركا وراءه, بيادق الترشيح يتنازعون الوجهاء واعيان المدينة والبوادي المجاورة... بفوضاهم وصخبهم و تملقهم... ليعلنو ا ترشحهم في حزب فلان بدعم من فلان صاحب ضيعة فلاحية او شركة استغلال أو فلان ممثل السلطة المركزية في الاقليم رغم الحضر...
المغاربة اليوم اختبروا جميع الاحزاب ووقفوا على حقيقة الانتخابات فتبين لهم ان لا احد يسعى لمصلحة هذا الوطن وان لا احد يلتفت إلى الطبقة البسيطة لأن الجميع مرتبط بعقود سرية يلعب عليها ولا يمكنه مخالفتها او على الاقل المطالبة بمراجعتها... فذلك يحتاج إلى  تضحية وهي مسألة غير منتظرة من المتواجدين اليوم على هرم السلطة لأن عقليتهم لم تينع بعد لهذا الغرض... 
زمان الاحزاب المخزنية والادرية قد انتهى ولم يعد في جعبتهم وصفة سامة يقدمونها لهذا الشعب البئيس. فقد كانوا بالأمس يركبون على المواطنة والدفاع عن الوطن والوحدة الترابية وطرد الاستعمار... سرعان ما تلاشى هذا الوهم ليأتوا بورقة الايديولوجية الاشتراكية زمن الاتحاد الاشتراكي ومن في فلكه. وقدمت تضحيات في سبيل الاشتراكية لكن دون جدوى لأنها ظهرت في مستنقع رأسمالي تسبح فيه كائنات تبتلع كل الاشتراكيين الحقيقين لتضع مكانهم رأسماليون انتهازيون يتحدثون باسم الايديولوجية...
مؤخرا ظهرت احزاب اعتمدت على الدين الاسلامي كمعتقد راسخ في اذهان المغاربة وتم استغلاله بشكل منهجي في السياسة من اجل استمالة عقول المغاربة لكن قريبا سيعلن انهزامها امام الالة المخزنية وحلفائها بالداخل والخارج.
الانتخابات قريبة ولا يفصلنا عنها سوى اشهر معدودة. هذا لا يهمنا لأن امرها لا يتعدى ان يخصص لها يومها ''الجمعة''  وبعده تعلن الداخلية عن نسبة المشاركة وعن احزاب المعارضة واحزاب الاغلبية وسوف توزع المقاعد على المشاركين حسب ما تراه مناسبا. ليبدأ كل واحد في تنفيذ دوره التمثيلي كما هو مسطر له إن لم يظف بعض الرتوشات من تلقاء نفسه.
الاشكال الذي يطرحه الجميع هو: كيف ستتخلص الاحزاب السياسية من الأقذار التي الحقها بها زعماءها مند زمن ليس ببعيد؟؟ وهل يملكون برامج جديدة قادرة على اقناع المواطن المغربي من اجل التصويت؟؟ وهل سيمنح المواطن ثقته مجددا لأناس تاهوا كلعبة بين دهاليز النظام؟؟ 
نعم المغرب في حاجة إلى احزاب قوية تحل محل الاحزاب التقليدية. احزاب يقودها زعماء مثقفين اقوياء لهم من الكفاءة ما يؤهلهم لدخول غمار السياسة عن قناعة ومواقف ترضي المغاربة بعيدا عن تأثير المال الفاسد ومناصب المسؤولية.. احزاب تحمل هم الوطن وهم المواطن وتدافع عنه باستماتة دون اجر مدي ولا طمعا في منصب او مكاسب شخصية...لا يحركهم سوى حب هذا الوطن والرغبة في حمايته من الاعداء والمرتزقة والخونة...
عمر بهوش 

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال