Application World Opinions
Application World Opinions
Application World Opinions

حينما تمقت السياسة.....؟؟

أن تحيا وتتابع الاحداث السياسية... معناه أنك ستعيش أزمات نفسية يصعب علاجها. أن تسمع إلى خطابات السياسيين معناه أنك أنسان ساذج وغبيب منطق الكلام... لأنك تستمع لنفس الخطابات مررا وتكرارا بالأسلوب نفسه ومن أفواه نفسها وتنتظر نتائج مختلفة...
بين لحظة وأخرى تتسرب إلينا من أفواه الذين يسرطون البلاد و العباد. تصريحات مسممة تقمع أحلامنا وتفقرنا وترهن مستقبلنا ومستقبل ما بعدنا لأجيال وأجيال.... ونحن نظن أنهم يترافعون عنا ويخفون لنا حبا غير مرئي. 
أسماع المواطن اليوم ملوثة بأقوال شعبوية كثيرة وغير مسؤولة, فائدتها منعدمة, صدرت من عقليات مزبلة عليلة, وجدت على مقربة من السلطة الحاكمة مند زمن ليس بقليل. تقاتل لإخضاع كل أبناء الشعب لإرادتها و جندت لذلك مختلف الوسائل غير الشرعية ولا تمت للشرعية والاخلاق بصلة. 
لكي تعيش في المغرب عليك أن تغادر السياسة وتنسلخ من أدرانها وتهاجربمسامعك وبصرك حتى لا تصمها أو تعميها خطابات الزور والبهتان والاقصاء وصور الذل والخزي. وتنزح بعيدا عن مهرجانات الاستمناء السياسي الذي تمارسه الاحزاب السياسية و السياسيين والعهر الذي تتقنه المرتزقة التابعة لها باعتماد مختلف فنون الكلام غير المباح لتبرير أخطائها التي كابد قسطا منها الموطن بالدرجة الأولى.  
اليوم لم نعود نسمع فقط ما تلوحه الالسن  بل تخط الامر ذلك إلى بزوغ أخلاقيات غير مقبولة من أشخاص وضعت على عاتقهم مسؤولية رفع شعار الكرامة والعدالة الاجتماعية وجعلها أسلوبا في الحياة والادارة وتدبير الشأن العام...والبحث عن الحلول وتسيير البلاد وفق النهج السوي بعيدا عن استثارة أحاسيس أبناء الشعب المقهورين. فبعد النائبة البرلمانية التي التقطت صورة لتلك المتسولة وأبناءها وهي تتصدق عليهم بالياغورت وتجاهلت السيدة النائبة أن معاناة تلك المرأة لم تكن سوى جزء من معاناة شعب تحكم انتهازيين في مصيره.   
في هذه الأيام ظهر وزيرنا في الخارجية في صورة جديدة يتعجرف فيها أمام مجموعة من الفقراء يتهافتون على تقبيل يده. وهو في منتها سعادته ويتباهى بذلك.
 لما رأيت تلك الصورة استحييت من نفسي أن ارى أبناء شعبي و وطني يقبلون المهانة والمذلة ويحتقرون أنفسهم في مغرب العهد الجديد مغرب القرن الواحد والعشرون.  
كنت أظن أن عهد تقبيل اليدين والرجلين قد ولى مع انتهاء عهد الحسن الثاني لكن ها هو يعود في أبشع صوره. فالملك محمد السادس الذي تنازل عن هذه العادة بعدما اكتشف أنها لا تلق بشخص مثله و بعدما وجهت له انتقادات عديدة من جميع الجهات, لم يكن قد خمن أنه سيأتي يوم من أيام حكمه تقبل فيه أيادي وزراءه من طرف كائنات أرادت أن تكون من حثالة الشعب, تجردت من شرفها وكرامتها ومغربيتها الحرة, واستسلمت لأهواء وزير لولاها ما وصل إلى تلك المرتبة. لكن للأسف يستحيل  تقويم غصن خلق منحرفا... 
عمر بهوش

0 comments :

Enregistrer un commentaire

التعليق على هذا المقال